Page 159 - African-Issue 41Arabic
P. 159
الواقع جزء من اهتمامها بما يجري في منطقة القرن الأفريقي من أحداث وأزمات
ونظراً للجوار الجغرافي والروابط الخاصة ،علي المستويين الرسمي والشعبي
التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ودول منطقة القرن الأفريقي ،فإن هذه
المنطقة تعد الجوار الإستراتيجي والجيوبوليتيكي للمملكة ،ولهذا تسع السعودية إلي
القيام بدور فاعلها في قضايا الأمن والاستقرار لدي القرن الأفريقي( ،)34فصانع
القرار السياسي السعودي ،يدرك منذ بداية الأزمة الصومالية مدي الخطورة التي
ستحلق بدول الجوار الجغرافي للصومال ومنها السعودية من جراء هذه الأزمات،
فانهيار دولة الصومال وتفكيكه ليس لها انعكاس علي الشأن الصومالي فحسب،
إنما لها أيضاً انعكاسات وتأثيرات علي المستويين الإقليمي والدولي ،فتفاقم الأزمة
في الصومال ،ودخولها في انون حرب أهلية قاسية ،قد دمر البنية التحية للدولة
الصومالية ،وساعد علي التدخل الأجنبي في منطقة البحر الأحمر ،مما يفرض
إكراهات وتهديدات خطيرة من شأنها أن تمس المصالح السعودية والعربية وبالتالي
أمن ومصالح دول المنطقة(.)35
(د ) التوتر الإثيوبي الإريتري بشأن الحدود :علي الرغم من إعلان رئيس وزراء
إثيوبيا الراحل «ملس زيناوي» أمام البرلمان الإثيوبي في 29مارس 2007م قبول
إثيوبيا التام وغير المشروط بقرار تعيين الحدود الذي أصدرته لجنة الحدود ،وكذلك
رغم تأكيد وزير الخارجية الإثيوبي في رسالة أرسلها إلي رئيس مجلس الأمن في 8
يونيو 2007م أكد خلالها أن حكومته قبلت قرار تعيين الحدود بدون شروط مسبقة،
إلا أنه لم التوصل إلي اتفاق بين إريتريا وإثيوبيا بشأن الترسم المادي للحدود بين
البلدين(.)36
في 20نوفمبر 2007م أرسل الأمين العام للأمم المتحدة «بأن كي مون»
رسالتين متطابقتين إلي الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل،
وأعرب خلالهما عن قلقه العميق من ازدياد التوتر علي الأرض واستمرار الحشود
العسكرية من البلدين ،وحث الأمين العام لاتخاذ خطوات فورية لتخفيف حدة التوتر
وسحب قوالهما إلي الوراء.
- 154 -