Page 255 - African-Issue 41Arabic
P. 255
لذا فإن حدوث الانضباط النسبي يمكن إرجاعه إلى أمرين :
. 1التزام الحكومة المركزية إلى حد كبير بالحدود المقرر لها للاستدانة من
بنك السودان وتخفيض استدانة المؤسسات و الهيئات العامة من بنك السودان
بصورة كبيرة ،بالرغم من الانفلات الذي حدث في بعض السنوات الأولى من بداية
الاصلاح الاقتصادي و بالأخص عام ،1996حيث أدى الانخفاض الحاد في موارد
الدولة من العملات الأجنبية الناجم عن توقف القروض والمنح الأجنبية للسودان
بشكل شبه كلي إلى زيادة العجز في الموازنة العامة للدولة ,وهو ما استدعى تعديل
المادة ( رقم 57من قانون بنك السودان لسنة ) 1959عدة مرات كان أولها في
يونيو 1993والتي قضت بزيادة نسبة اقتراض الحكومة من بنك السودان من %10
لتصبح %25من تقديرات الإيرادات الحكومية ،مما م َّكن الحكومة ومؤسساتها
العامة من الاقتراض من بنك السودان بمعدلات ضخمة ترتب على ذلك أن كان
حجم استدانتها من النظام المصرفي ككل في عام 1996يفوق جملة استدانتها من
النظام المصرفي طوال ستة عشر عاما( ،)12وهو ما أدى بالتبعية لزيادة بارزة
في الحجم الكلي للنقود دون أن يواكبها زيادة في العرض الكلي للسلع والخدمات,
وهو ما احدث اختلالا بين العرض والطلب الكليين نتيجة لملاحقة الطلب الفعال
للسلع والخدمات التي تتصف بالندرة في الاقتصاد السوداني ،مما ساعد في زيادة
الأسعار ،ثم حدوث التضخم الجامح خلال تلك الفترة من( .)13()1996-1990
يمكن أن نلحظ مقدار الزيادة في التمويل الفعلي للحكومة المركزية من بنك
السودان من واقع ما أشارت له تقارير بنك السودان المركزي ،حيث لوحظ ارتفاع
المبلغ الفعلي لاقتراض الحكومة المركزية من بنك السودان عن المبلغ المستهدف
بمقدار و قدره %161.3في عام 1996حيث بلغ المبلغ الفعلي 324مليون جنيه
سوداني بينما المستهدف كان 124مليون جنيه سوداني.
لكن مع تبنى سلطات النقد السودانية التوجه الانكماشي بالتوازي مع السياسة
المالية للحكومة ممثلة في وزارة المالية( ،)14والتوقف عن إجراء أي تعديلات
على قانون بنك السودان بغية تمويل العجز في ميزانية الدولة ،لوحظ انخفاض
المعدل الفعلي لاقتراض الحكومة من البنك المركزي عن المستهدف في العامين
التاليين لبداية الإصلاح ليسجل ، %98ثم %90منه ،بينما تطابق المعدل الفعلي مع
- 250 -