Page 527 - African-Issue 41Arabic
P. 527
المجاورة مثل قرية الياس ،ويتضح من الدراسة عدم تمسك الأجيال الجديدة بوجبة
الأسماك ،مما جعل لهذه الوجبة الآن قيمه أقل من الماضي مبررين ذلك بقولهم
«اللي ملكته اليد تذهنه العين « ويقصدون بذلك أن الأسماك متواجدة طوال الوقت
مما يحقق الإشباع منها .بينما يفضل الصيادون كبار السن تناول الأسماك بشكل
مستمر حيث يسود الاعتقاد عندهم «أن أكل الأسماك يقلل من الاصابه بأمراض
القلب ،وأنه مريح للمعدة»
ويعد تناول الأطعمة أو تحريم أنواع معينه منها أو تجنبها يرجع إلى
مجموعة من العوامل منها الفقر ،أو التحريم على أساس المعتقدات الثقافية ،أو
لبعض الظروف الاقتصادية والايكولوجية( .)61وقد كشفت الدراسة عن وجود قيم
ومحظورات مرتبطة بتناول الأسماك في شهور معينه من السنة « مايو ،يونيه،
يوليو ،أغسطس» ويسود الاعتقاد بينهم أن تناول الأسماك في هذه الشهور غير
مفضله بالنسبة لهم لأن الأسماك تكون راعيه مبررين ذلك بقولهم « أن الأسماك
في هذه الشهور بياكل طينه كتير من البحيرة وإحنا مش بنحبه في الفترة دى»
وذكر أحد المبحوثين في ذلك « ديما نقول لأولادنا متكلش الأسماك في الشهور
إلى مفهاش حرف الراء « ،ويتجنب الصيادون أيضا تناول الأسماك عند الإصابة
بنزلات البرد الحادة أو الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
المحور الرابع :رؤى العالم الطبيعي:
أكدت العديد من البحوث في مجال رؤى العالم التي تحددت على الفهم وليس مجرد
الرصد والوصف فهي تخوض وراء الظواهر الاجتماعية والأنشطة الثقافية التي يمكن
مشاهدتها بغرض الكشف عن أنماط التفكير والمبادئ العقلية( .)62ويذهب كروبير إلى
تأكيده على العلاقة الوثيقة الصلة بين العوامل البيئية وطريقة الحياة في تلك المجتمعات،
فمن الصعوبة فهم أي ثقافة من الثقافات دون الإشارة إلى العوامل الغير ثقافية (الظواهر
الطبيعية) وغيرها ( .)63فقد تميزت المنطقة بظواهر طبيعية كان لها أثرها الواضح على
ثقافة الصيادين ،وقد انعكس ذلك في رؤيتهم لها وكيفية التعامل معها.
- 522 -