Page 526 - African-Issue 41Arabic
P. 526
الكمون والشطة والبصل ،بالإضافة إلى الخبز الذي يتم تسخينه على نفس الصاج
اعتقادا منهم انه يأخذ نفس رائحة السمك المشوي .وبعد الانتهاء من تناول هذه
الوجبة يتناول الجميع الشاي .ولا تقتصر هذه الوجبة أحياناً على أفراد الأسرة
الواحدة بل تمتد إلى أفراد من خارج الأسرة ،ويعنى قبول الصياد للدعوة قبول
المشاعر الطيبة ،وتبادلها لتناول الغداء معه على المركب الخاص به ،وبذلك يصبح
الطعام عنصراً ثقافياً يرمز إلى الوحدة .وتعد وجبة الإفطار من الوجبات الأساسية
عند الصيادين والتي يتناولها معظم الصيادين بالمنزل « الاكله البدريه منسيه»
وتعنى أن وجبة الفطار أساس المعدة .
وتمتد هذه العلاقات خارج هذه الجماعة لتشمل العلاقات القائمة بين الصيادين
والمزارعين بالقرى المجاورة من أجل الحصول على الألبان والجبنة والزبدة
والكشك ويأخذ ذلك أحياناً شكل تبادل لحصول المزارعين على الأسماك ،بينما
تأخذ العلاقات شكل آخر في تنازل الصيادين أحياناً عن جزء من الأسماك للأسر
المجاورة له أو الأقارب التي لم تشارك رجالها الصيد لأسباب ترجع إلى المرض
أو عذر قهري يمنعهم عن العمل بالصيد.
ويؤدى تغير مكان تناول وجبة الأسماك إلى حدوث تغير في مكونات تلك
الوجبة ،وذلك يرجع إلى اختلاف القائم بعملية إعداد الوجبات حيث تقوم الزوجة
بتنظيف الأسماك ،مضافة إليه الثوم والزيت والجرجير والأرز والسلطات المختلفة.
وتقتصر هذه الوجبة في معظم الأوقات على أفراد الأسرة الواحدة ويتم تناولها داخل
المنزل مساءاً ،ويرجع النساء بالقرية الاعتماد على هذه الوجبة كوجبة أساسية إلى
ضعف الحالة الاقتصادية ،ورخص ثمنها ،توافرها معظم الأوقات ،عدم وجود
جزار بالقرية الأمر الذي أدى إلى الاعتماد على الأسماك لما يحققه من تكيف غذائي.
ولجأت النساء إلى تربية الدواجن داخل المنازل ،والاعتماد عليها كوجبة
غداء نتيجة لقلة إنتاج الأسماك بالبحيرة في الوقت الحاضر خاصة يومي الاثنين
والخميس ،بالإضافة إلى اللحوم التي يتم شرائها الآن من القرية أو من القرى
- 521 -