Page 525 - African-Issue 41Arabic
P. 525
فقد ارتبطت الوجبات عند الصيادين بظروفهم الايكولوجية ،والاقتصادية
فقد حددت نوعية الطعام ،وبذلك تعتبر الأسماك من الوجبات الأساسية للصيادين
بمجتمع البحث ،ويعد تناول هذه الوجبة عنصر ثقافي هام يرمز إلى الوحدة فهي
مرآة للترابط والتضامن الاجتماعي لهذه الجماعة ،وتمتد لتشمل العلاقات الاجتماعية
التي يدخل فيها أعضاء جماعة الصيادين بعضهم البعض ،والعلاقات التي تربطهم
بغيرهم من خارج الوحدة القرابية أو خارج ثقافتهم .ويمثل الغذاء المحور الرئيسي
لحياة الصيادين بمجتمع البحث ،فالقرى ذات صلة مباشرة بالبيئة الطبيعية والتي
تتحكم بشكل كبير في الغذاء بحيث تعطيه نمطاً وشكلاً مميزاً ،أي أن الحصول
على الأسماك وتناولها تتحول من مجرد طريقة الحصول عليها إلى كونها فعل
انسانى أضفى عليه الطابع الثقافي ،ويتحدد ذلك من خلال الطقوس المرتبطة بإعداد
الوجبات ومكان تناولها .
وتدور هذه العلاقات بين الصيادين على المركب أثناء الصيد ،وتناول وجبة
الغداء ،وهذه الوجبة لا ترتبط بكمية الأسماك التي يتم اصطيادها وإنما يقوم الصياد
بتناولها بعد الانتهاء من عملية الصيد والحصول على الأسماك .وبرغم التغيرات
التي حدثت في مجتمع البحث خاصة في طريقة الصيد وأدواته ،إلا أن هذه الطقوس
ما زالت مرتبطة بالصيد حيث تتحول هذه الوجبة إلى احتفالية تعبر عن التفاعل
السلوكي بين أعضاء الجماعة على المركب ،وفيها يبدأ الصياد بإخراج الأسماك
من الشباك مرددا بعض الأدعية منها «اللهم بارك لنا فيما رزقتنا « ويضع بعدها
الأسماك مباشرة على الصاج الصفيح دون تنظيف ويذكر احد المبحوثين بالقرية
«السمك كان زمان نضيف لان البحيرة مكنتش ملوثة والأسماك كنا بناكله ببطنه
لان كان في بطنه الشفا».
ويفضل بعض الصيادين تناول أنواع معينة من الأسماك منها الفحار « لان
الفحار يشوى نفسه بنفسه « بينما يفضل البعض الأخر تناول البلطي ويرجع ذلك
إلى رخص ثمنه ،واتضح من الدراسة استخدامهم لبعض النكهات المضافة مثل
- 520 -