Page 573 - African-Issue 41Arabic
P. 573
فالمتابعة لم تعد مقتصرة على الموظف الوطني في القطاع العام عند ارتكابه
جرائم فساد بل أصبحت المتابعة شاملة للموظف الوطني والأجنبي سواء كان يعمل
لدى القطاع العام أو الخاص.
إذن سلك قانون العقوبات الجزائري في تحديد مفهومه للموظف العام مسلكا
وسطا بين التشريعات التي أخذت بمبدأ الذاتية وتلك التي نبذته ،فسكت عن إيراد
تعريفا للموظف العام يتصف بالعمومية والشمول في نصوصه ،ولم يحيلنا في
تعريفه إلى المفهوم الإداري له.
بل فضل المشرع الجزائري إتباع أسلوب التعداد الحصري في تحديده لمفهوم
الموظف العام ،بأن أورد فئات وطوائف معينة واعتبرها ركن خاص في جرائم
الفساد بالنظر إلى المهام التي يقومون بها ،مدرجا ضمنهم أشخاصا ليسوا من
الموظفين العموميين طبقا لقواعد القانون الإداري ،مما يظهر اتجاهه إلى التوسع
في تحديد مفهوم الموظف العام بعدم الوقوف على مفهومه الإداري وذلك قصد
تغطية جميع الصور الاجرامية التي يمكن أن ترتكب من شخص نوعي الموظف
الذي بإمكانه محو أثار الجريمة بعد ارتكابها بحكم منصبه الوظيفي ،وهذا ما جعل
المشرع الجزائي الجزائري يوسع من مفهوم ومدلول الموظف العام في القوانين
الجزائية على غرار مفهومه في القوانين الادارية .
وهذا ما انتهجه أغلب المشرعين ،حيث اتجهوا نحو التوسيع في مدلول
الموظف العام في التشريع العقابي ،بحيث يقوم المشرع في كل مرة بتغطية النقض
الموجود في التشريع بإنشاء قواعد جديدة تحمل فئات جديدة كشفت عنها الممارسة
العملية واستقرت عليها ،وذلك لهدف أسمى وضع لأجله هذا القانون الردعي وهو
مكافحة الجريمة والمجرم مهما كان نوعها وصفة مرتكبها.
- 568 -