Page 6 - 2014-36
P. 6
إن القراءة الدقيقة لما ورد تسمح باستنتاج أن مصطلح التعليم يحمل بين ثناياه
التنشئة المكتسبة للفرد من خلال التفاعل بينه وبين العالم الخارجي عن طريق سعي الفرد
لاكتساب المزيد من المعارف والمحافظة عليها وإعادة تنظيمها وفق ما لديه من خبرات.
ويعتبر التعليم أيضا عملية تزويد الأفراد بحصيلة من العلم والمعرفة في إطار
معين ،فهو يهتم بتنمية المعارف كوسيلة لتأهيل الفرد للدخول في الحياة العملية من
خلال زيادة المعلومات العامة ومستوى الفهم للعالم الخارجي ،ويهدف التعليم إلى
تطوير الممتلكات الفكرية واكتساب المعارف العامة والخاصة بما في ذلك تلك التي
تهدف للحصول على كفاءات مهنية معينة تؤهلهم للالتحاق بوظائف محددة ،كما أنه
يمثل نشاط اقتصادي ينتظر من ورائه تحقيق منفعة من جهة ويتطلب زيادة فعالية
أداء الأفراد المتعلمين من جهة أخرى.
ومن هذا المنطلق احتل التعليم طليعة انشغالات مختلف الدول ،من تخطيط
وإنفاق وتطوير ،إدراكا منها لأهميته في تأهيل مواردها البشرية بالمستوى الذي
يسمح لها من تحقيق تنمية ومنفعة عالية.
ومن هنا نستخلص أن التعليم الذي كان في السابق يعتبر فنا من فنون نقل
المعرفة في نطاق المدرسة ،تحول اليوم إلى علم متين ،يرتبط بالعديد من المجالات،
بعد اتساع المعنى حاليا ليشمل العملية الثقافية بأكملها اّلتي تؤدي إلى تنمية الأفراد،
وإبراز إمكانياتهم المختلفة(.)4
-تعريف السياسة التعليمية:
يقصد بالسياسة التعليمية « »Educational Policyبأنها «المواد الدستورية
العامة للتعليم ,وهي التي تبين الأسس العامة التي يقوم عليها التخطيط لإنشاء
مؤسساته ,وتبين أهداف العملية التعليمية وتحدد مقاصدها سواء كانت هذه المواد
مكتوبة معلنة بقرارات ومراسيم أو غير مكتوبة ولا معلنة إلا أنها ملاحظة ذهناً لدى
المشرفين على مؤسسات التعليم والمنشئين لها والموجهين لمسيرتها»(.)5
- 689 -