Page 114 - 2015-37
P. 114
في مختلف العلوم العربية اإسامية ،ومارسوا التدريس في جوامعها وكتاتيبها
ومحــاضرها ،ومــن هؤاء العلماء :أحمد بن محمد الفاّني ،الذي ولد بها ،حيث
مرابع قبيلــته الفــاّن ُ ،ثم هاجر شمااً إلى ُتنبكت ،وجلس للتدريس بها حتى وافته
المن ّية عام 1035هــ )72( 1625 /م ومنهم الفـــقيه محمد بن سعيد بن محمد كــداد
بكر الـــفاّني ،وهو من قبائل الفاّن ،كمــا يظهر من اسمه ،وقد عرف بتضلعه
في علم الحديث والفقه وكان مدرساً وواعظاً( ،)73وكذلك الفقيه أبو بكر الباركوم
المعروف بالطاهر ابن إبراهيم الفاّني ،وهو فقيه وعالم ومؤرخ شهير ،وقد رحل
إلى باد الهوســا وقام بدوره الثقافي ُهناك(. )74
ومن أعام ماسنة أي ًضا ،القاضي محمد سنب بن القاضي محمد ُجم بن
الفقيه سنب مريم ،وهو فقيه ُمتمكن من مادته الفقهية ،وقد تحدث عنه المؤرخ عبد
الرحمن السعدي بإعجاب شديد ،وس ّجل في كتابه أنه قد قام بزيارته بماسنة التي كان
يش ُغل قاضيها ،وذلك في أواسط ذي القعدة من عام 1039هــ 1629 /م ،وتلقى
ُمكرماته( ،)75وقد ُتوفي القاضي محمد ُسنب في الثاني من شوال عام 1052هــ /
1642م ،وذلك حسب رواية صاحب تاريخ السودان(.)76
ولم يكتف السعدي في زيارته لماسنة باللقاء مع قاضيها ،بل اُس ُتقبل بحفاوة
من ِقبل ُسلطانها ومن أعيان المملكة ،مما شجعه على تكرار الزيارة بعد ثاث
سنوات ،وأدى السعدي في هذه ال ُمناسبة خدمة لل ُسلطان بعقد ُصلح بينه وبين تابع له
كان بينهما ثأر قديم( ، )77وقد قام السعدي بهذا النوع من الوساطة مرات كثيرة بين
أمراء المنطقة مما أكسبه خبرات واسعة وعاقات وطيدة مع عدد كبير من ُحكام
المنطقة(.)78
وفي ختام الحديث حول الدور الثقافي لماسنة تجدر اإشارة إلى أن هذه
المنطقة ،ونظراً لتجذر قواعد الثقافة العربية اإسامية بها ،قد شهدت في فترات
احقة خـال القرن الثالث عشر الهجري /التاسع عشر الميادي قيام مملكة ماسنة
اإسامية ( 1863 – 1815م ) بزعامة الشـيخ أحــمد لوبو وابنه وحفيده(.)89
- 109 -