Page 113 - 2015-37
P. 113
التكرور اإسامية ،وكانت عاصمة هذه اإمارة تتوسط منطقة فوتاتورو ،وقد عملت
هذه اإمارة على نشر العقيدة اإسامية في تلك الربوع ،وذلك في الفترة السابقة
لقيام الحركة ال ُمرابطية( )65وترى مصادر أخرى أن اإسام قد دخل فوتاتورو قبل
هذا التاريخ ،ولكن تصاعد بشكل واضح زمن وارجابي بن رابيس ،وهذا مما دعا
البعض إلى ااعتقاد بأن اإسام لم يدخل هذه المنطقة إا في الثلث اأول من القرن
الخامس الهجري( ،)66وقد أكد البكري قدم اإسام في إمارة التكرور.
وتتمتع فوتاتورو بأهمية كبيرة نتيجة لموقعها ال ُجغرافي ال ُمتميز وإمكانياتها
الزراعية الهائلة ،بل ُيمكن اعتبارها حلقة رئيسية تربط الشمال (الصحراء) والجنوب
(فوتاجالون وحوض غامبيا والنطاق الغابي) من جهة ،وبين الشرق (حواضر
حوض نهر النيجر) والغرب (المحيط اأطلسي)(.)67
وحيث أن فوتاتورو تقع في الضفة الجنوبية لنهر السنغال مما يعني أنها ُمحاذية
لأجزاء الجنوبية الغربية لباد شنقيط( ،)68التي شهدت حركة اإمام ناصر الدين،
كما سلف اإيضاح ،وذلك يعني أن هذه المنطقة قد نالت نصيبها من المؤثرات
الهامة التي أحدثتها هذه الحركة خال النصف الثاني من القرن الحادي عشر
للهجرة /السابع عشر للمياد(. )69
– 5ماسنة (: )70
تقع إلى الشمال من مدينة جني( )71على الضفة ال ُيسرى لنهر النيجر في دولة
مالي الحالية ،وتميزت ماسنة بالخصوبة الزراعية والرعوية ،وذلك بسبب وقوعها
في منطقة غزيرة اأمطار ،إضافة إلى جريان عدد من فروع نهر النيجر بها ،وهذا
ما جعــل منها ُنقطة جاذبة للعديد من العناصر البشرية .ومن أبرزها قبائل الفان
الشهيرة بالمنطقة ،والتي اتخذتها سكناً لها ،كما سكنتها بعــض القبائل اأخرى مثل
البمبارة والسوننكي والصنغي ،وغيرهم من ُسكان الصحراء ال ُكبرى.
وكونها تقع في موقع هام يتوسط جني وتنبكت عاصمتا الثقافة العربية اإسامية
في تلك الربوع ،مما جعل منها مسكناً للعديد من العلماء اأفذاذ ،الذين تضلعوا
- 108 -