Page 115 - 2015-37
P. 115
خــــاتمـــة
بعد دراسة موضوع »:تطور الحياة الثقافية في بوادي وأرياف السودان
الغربي خال القرن 11هــ 17 /م « ُ ،يمكن استخاص النتائج التالية :
-إن ال ُحكم المغربي على السودان الغربي ،هو امتداد للسيادة السعدية الشريفة على
أجزاء إسامية تجاورها من الناحية الجنوبية ،و ُتشاركها وحدة العقيدة ووحدة
المصير والتراث ال ُمشترك واأجناس المتداخلة منذ مدة زمنية موغلة في القدم.
-إن ظاهرة انتقال ال ُعلماء والفُقهاء من ال ُمدن والحواضر إلى البوادي واأرياف
كانت بسبب ُسقوط حواضر ال ُسودان الغربي بيد ال ُحكم المغربي ،وتفكك سلطنة
صنغي التي كانت تتوحد عموم المنطقة تحت لوائها عام 1000هــ 1591 /م .
-إن ظاهرة انتقال ال ُعلماء والفُقهاء إلى اأرياف والبوادي – ال ُمشار إليها –
اختلف المؤرخون في تفسيرها وتقييمها .ففي الوقت الذي رأى البعض أنها
نكسة للحركة العلمية ،اعتقد البعض اآخر أنها كانت تعبيراً عنيفاً عن اانتقال
من مرحلة التحالف بين ال ُسلطة والفُقهاء إلى مرحلة جديدة كان أبرز معالمها
استغناء الحكام عن أخذ تشريع بالسلطة من الفقهاء ،أو استمدادهم الشرعية من
مصادرها غير اإسامية .
-نتج عن تلك التحوات هجرة ال ُعلماء والفُقهاء إلى البوادي واأرياف ،وصارت
مصالح ال ُعلماء والفُقهاء والمشائخ أكثر ارتباطا بمصالح العامة من ُسكان تلك
اأنحاء ،ونتج عن ذلك انتشار الدراسات اإسامية خارج المراكز الحضارية،
وذلك في المناطق التي ُسميت ( المناطق القروية ) .
-نظراً لتنامي أهمية السواحل اأطلسية نتيجة ُجملة من العوامل صارت حركة
انتقال ال ُعلماء والفُقهاء متجهة في مرحلتها اأولى من المدن اأقرب إلى المراكز
الساحلية ُثم إلى البوادي القريبة من السواحل اأطلسية فيما بعد .
-رغم أن هذه المناطق القروية قد شهدت ازدهارا ملحوظاً من الناحية العلمية،
فإنها لم تنل ال ُشهرة والتعريف في المصادر التاريخية كما نالتها رصيفاتها
- 110 -