Page 109 - 2015-37
P. 109
أحمد المنصور السعدي وأثناء حملته على ال ُسودان الغربي ،قد كلّف قائد جيشه
بنقل رسالة أورد المؤرخ محمد محمود اأرواني أخبارها بقوله ...« :وحكى أنه
عهد إلى قائد جيشه أنه إذا لقي الول ّي الصالح الشيخ سيد أحمد بن آد أن يستشيره في
حال دخوله فإنه ول ّي القُطر»(.)38
وواضح من النص أن ال ُسلطان السعدي كان ُمدركا للمكانة المهمة التي كان
يشغلها أحمد بن آد في ُمجتمع ال ُسودان الغربي ،وهو ما دعاه إلى الدعوة إلى
معاملته معاملة تليق بمقامه وقدره .
ويبدو أنه -و بعد هذه الحادثة -أستقر الشيخ أحمد بن آد نهائياً بأروان ،وقد
كان عالماً ،فقيهاً ،لُغوياًُ ،مح ّدثاً ،وقد تلقى العلوم على يد شيخه الفقيه محمد محمود
بغيغ الونكري ( 1002 - 930هــ 1593 - 1523 /م) .ومن المواد الدراسية التي
درسها على يد شيخه صحيح ال ُبخاري و ُمسلم وكتاب الشفاء والمؤطأ .وقد ش ّرق
برسم الحج إلى اأراضي ال ُمقدسة ،وقد ُتوف ّي عام 1044هـ 1634 /م( .)39ومن
ُعلماء هذه اأسرة الذين عاشوا خال المدى الزمني لهذا البحث الفقيه محمد أكين،
نجل الفقيه أحمد بن آد ،وقد عاش بأروان نائباً عن والده في مهامه الدينية والفقهية،
ُثم تولى هذه المهام نهائياً عقب وفاة والده ،وصار قاضياً راتباً بأروان( .)40وخلف
الشيخ محمد أكين بن أحمد آد نجاً هو سيد الوافي ،الذي يبدو أنه تولى مهام إدارية،
لذا سمي (سيد الوافي اأمير) ،أما أخوه طالبن بن محمد أكين فقد تولى القضاء
فسمي القاضي طالبن( ،)41وآخر سلسلة هذه العائلة الكريمة في زمن هذا البحث،
ومما يسمح المجال باإشارة إليها هو القاضي سيد الوافي بن طالبن بن محمد أكين
بن أحمد آد ،وهو من أعام عصره تقلّد منصب القضاء واإفتـــاء بأروان ,وتص ّدر
حلقات التدريس حتى توفي عام 1121هــ ( 1710/ )42م .
ومن ُعلماء ُكنته (فرع الرقاقدة ) ،الذين عاشوا بأزواد خال المدى الزمني لهذا
البحث هو سيدي أحمد بن ُعمر الرقادي ،الذي كان عالماً جلياً فاق أقرانه ،واشتهر
بتأليفه الشهير « :شفا اأسقام في اأمراض الظاهرة والباطنة من اأجسام»( ،)43كما
قام بتدريس ُمختلف ال ُعلوم لطاّب زمانه ،وتوفى عام 1092هـ (. 1681 / )44
- 104 -