Page 110 - 2015-37
P. 110
ولعل آخر اأمثلة من فقـــهاء منطقة أزواد الذين تحدثت عنهم المصادر
التاريخية ،وذلك خال المدى الزمني لهذه الورقة البحثية هو الفقيـــه أندرفق بن
الفقيه محمد أنظمت السوقي ،العالم النحوي ،اللغوي الشهير ،وهو مؤلف كتاب شرح
على ابن مالك في ُمجلد كبير ،أطلق عليه ( :هيبة المالك على ُخاصة ابن مالك ) ،
ويعتقد كل من :صاحب إزالة الريب والشك والتفريط ،وصاحب فتح الشكور في
معرفة أعيان علماء التكرور ،بأنه كان حياً عام 1111هـ (1701/ )45م.
– 3شنقيط :
شنقيط أو شنجيط أو شنكيط كانت في اأصل تطلق على قرية من قرى واية
أدرار الموريتانية ،ومعناها :عيون الخيل ،و ُيقال إنها ُبنيت في أول اأمر حوالي
القرن الثاني للهجرة /الثامن للمياد ،ثم ُجددت في القرن السابع للهجرة /الثالت عشر
للمياد في موضعها الحالي( ،)46ثم صار هذا ااسم علماً على القُطر كله الذي صار
ُيعرف بشنقيط وعلى أهله الذين ُعرفوا باسم الشناقطة ،وهي ُترادف موريتانيا الحالية.
والمقصود بشنقيط في هذه الفقرة أنها أحدى المراكز القروية التي شهدت نهضة
ثقافية شاملة ،و ُخصوصاً منذ القرن الحادي عشر للهجرة /السابع عشر للمياد .
أما عن موقع شنقيط فهو في الجزء الشمالي الغربي من السودان الغربي ،
وتمتد من ال ُمحيط اأطلسي غرباً حتى منطقة أزواد شرقــاً .
وقد كانت شنقيط موطناً لعدد من العلماء اأفذاذ ،ومنهم :الــفقيه ُعمر الول ّي بن
الشيخ محمد عبد ه المحجوبي ،المتوفى عام 1070هــ 1659 /م ،وهو مؤلف
ال ُمقدمة في الفقه وقصيدة في علم الكام ،وقصيدة مفيدة في شرح اأسماء الحسنى،
وقصيدة طويلة في نحو مائتين وأربعين بيتاً يستسقى بها إذا امسك المطر ،وأخيراً
له تأليف في الصاة على النبي صلى ه عليه وسلم على نمط الحوضي(.)47
ومن الشخصيات التي لعبت دوراً ثقافياً مميزاً إبان القرن الحادي عشر
الهجري /السابع عشر الميادي الفقيه عبد ه بن محمد بن حبيب العلوي ،الذي
وصل إلى مكانة علمية أهلّته إلى أن ُيل ّقب بقاضي شنقيط وقد هاجر إلى البوادي
واأرياف ناشراً للعلوم والثقافة عام 1070هـ 1659 /م ،مما مكنه من الحصول
- 105 -