Page 369 - 2015-37
P. 369

‫العشرين‪ ،‬وتجلى ذلك بوضوح في حذف الدائرة اأفريقية من مصفوفة دوائر‬
‫السياسة الخارجية المصرية التي ح َددها وزير الخارجية المصري اأسبق (عمرو‬
‫موسى)‪ .‬ففي ديسمبر عام ‪ ،1995‬أكد الوزير (عمرو موسى) أن دوائر حركة‬
‫السياسة الخارجية المصرية هي ثاث دوائر؛ وهي‪ :‬الدائرة العربية‪ ،‬والدائرة‬

                             ‫اإقليمية‪ -‬الشرق أوسطية‪ ،‬والدائرة المتوسطية(‪.)29‬‬
‫واستمرت وتيرة تراجع الدور والمكانة المصرية في أفريقيا خال العقد التالي‬
‫للتصريح الوزاري سالف الذكر‪ ،‬وتجلت مؤشراته في انسحاب مصر ‪-‬نسب ًيا‪ -‬من‬

      ‫قضايا القارة اأفريقية‪ ،‬وإفساح المجال لقوى إقليمية أخرى كي تحل محلها‪.‬‬
‫وقد تسببت حالة «عدم توازن المكانة» اأفريقية والنيلية لمصر في حدوث‬
‫تطورات دراماتيكية بالغة الخطورة واأهمية في ملف مياه النيل في العقد اأخير‪،‬‬
‫كان من شأنها زيادة معدات الصراع في التفاعات الهيدروبوليتيكية في النظام‬

                                                       ‫اإقليمي لحوض النيل‪.‬‬
‫وعلى إثر تلك التطورات السلبية في ملف مياه النيل‪ ،‬عاد ااهتمام المصري‬
‫‪-‬نسب ًيا‪ -‬بالدائرتين النيلية واأفريقية‪ ،‬وذلك من خال تكثيف الزيارات الرسمية‬
‫للمسئولين المصريين بعد ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬كما حرص وزراء الخارجية‬
‫في مصر والذين تولوا المسئولية خال السنوات الثاث الفائتة على التأكيد على‬
‫محورية وأهمية الدائرة اأفريقية ‪-‬وفي إطارها الدائرة النيلية‪ -‬في السياسة الخارجية‬

                                                                     ‫لمصر‪.‬‬
‫ففي لقائه الحواري مع نخبة من اأكاديميين والدبلوماسيين حول‪« :‬سياسة‬
‫مصر الخارجية‪ :‬الثوابت والمستجدات»‪ ،‬أكد «نبيل فهمي» وزير الخارجية أن‬
‫«الدائرة اأفريقية وفي صميمها الدائرة النيلية تحظى حال ًيا ‪-‬وستظل‪ -‬بااهتمام‬
‫اأكبر من جانب مؤسسة الدبلوماسية المصرية‪ ،‬وذلك في إطار خطة عمل الوزارة‬
 ‫لتفعيل الدوائر التقليدية للسياسة المصرية‪ ،‬وكذا تخليق دوائر جديدة للحركة»(‪.)30‬‬
‫ويمكن أن نلحظ بوضوح أن واحدة من تجليات تأثير ثورتي ‪ 25‬يناير و‪30‬‬
‫يونيو على السياسة الخارجية المصرية هي إياء مزيد من ااهتمام الرسمي‬

                                  ‫‪- 364 -‬‬
   364   365   366   367   368   369   370   371   372   373   374