Page 370 - 2015-37
P. 370
المصري بالدائرة اأفريقية ،وإعادة إحياء تلك الدائرة ووضعها على رأس أجندة
أولويات السياسة الخارجية المصرية(.)31
فلقد بدأت مامح التغير تظهر في سياسة مصر الخارجية إبان ثورة 25يناير
،2011وذلك من خال التحركات الحثيثة استعادة المكانة اإقليمية لمصر ،وتفعيل
الدور المصري في الفضاءين اإقليمي والعالمي ،وذلك استعادة الفاعلية المفقودة(.)32
إن ثورة 25يناير 2011كانت محد ًدا رئيس ًيا لتغيرات ملحوظة في سياسة
مصر الخارجية ،وتب َدت تلك التغييرات في عدد من المناحي منها( :)33اانفتاح
على أفريقيا وعلى دو ٍل عربية توترت العاقات معها في السابق .وكذا العمل على
استعادة الدور اإقليمي لمصر ،من خال العمل على إعادة وضع الدائرة اأفريقية
-خاصة دول حوض النيل والسودان وإثيوبيا -كأولوية للسياسة الخارجية المصرية،
حيث دعمت الثورة آلية مهمة في تفعيل التفاهم والتعاون المصري-اأفريقي ،وهي
«الدبلوماسية الشعبية» القائمة على مشاركة منظمات المجتمع المدني واأحزاب
والقوى الشبابية(.)34
ثال ًثا :أسس وثوابت السياسة الخارجية المصرية تجاه قضية «مياه النيل»:
تنهض السياسة الخارجية المصرية تجاه قضية «مياه النيل» على مجموعة
من اأسس والمرتكزات التي تشكل ثوابت السياسة المائية لمصر في حوض النيل،
وتتمثل في اآتي:
( )1التأكيد على مشروعية ااتفاقيات السابقة لتأمين الحقوق المائية لمصر:
إن مقتضيات الحفاظ على الحقوق التاريخية لمصر تستوجب التوكيد المستمر
على «مشروعية» اتفاقيات النيل السابقة .وفي هذا الخصوص ،تتصدى مصر
للجدل السياسي والقانوني الذي ُيثار دو ًما من جانب دول اأحباس العليا لنهر النيل،
والتي تصر بدورها على «عدم مشروعية» ااتفاقيات السابقة ،ورفض ااعتراف
بها ،والمطالبة بإسقاطها نظ ًرا لكونها أبرمت في الحقب ااستعمارية ،ومن ثم ،تدعو
إلى بطان تلك ااتفاقيات وإحالها باتفاق جديد ،والذي تم َثل في ااتفاقية اإطارية
المعروفة باتفاق عنتيبي(.)35
- 365 -