Page 372 - 2015-37
P. 372

‫فقد صرح الرئيس المصري السابق «أنور السادات»‪ ،‬فى ‪ 28‬مايو ‪1973‬‬
‫بمناسبة الرد على المذكرة الرسمية اإثيوبية التى تنص على «أن اتفاق عام ‪1959‬‬

       ‫بين مصر والسودان هى اتفاقية ثنائية تخص طرفيها فقط»‪ ،‬فقال السادات‪:‬‬
‫«منذ أن وقعت اتفاقية مياه النيل عام ‪ 1959‬بين مصر والسودان‪ ،‬فإن إثيوبيا‬
‫لم تتقدم باعتراض رسمى عليها‪ ،‬أو على أى نص فيها‪ ،‬وإن كان هناك أي اعتراض‬
‫قد يردده البعض‪ ،‬فإن ااتفاقية ترد عليه بما ورد فيها‪ ،‬فقد نصت على أنه‪ :‬نظراً أن‬
‫الباد التى تقع على النيل‪ ،‬غير الجمهوريتين‪ ،‬تطالب بنصيب فى مياهه‪ ،‬فقد اتفقت‬
‫الجمهوريتان على أن تبحثا سوياً مطالب هذه الباد‪ ،‬وتتفقا على رأى موحد بشأنها»(‪.)40‬‬
‫وقد جاء الموقف المصرى واض ًحا وقاط ًعا أى شك حول عاقة اتفاقية اأمم‬
‫المتحدة لاستخدامات غير الماحية للمجارى الدولية عام ‪ 1997‬باتفاقيات المجاري‬
‫المائية اأخرى وبالعرف الدولي‪ ،‬حيث شددت مصر على أنه «ا يمكن لمثل هذه‬
‫ااتفاقية اإطارية الجديدة أن تؤدي بحال من اأحوال إلى التأثير على ااتفاقيات‬
‫الدولية الثنائية أو المتعددة اأطراف المتعلقة بأنهار بذاتها‪ .»...‬ليس فقط أن القول‬
‫بذلك هو ما تمليه القواعد العامة فى قانون المعاهدات الدولية‪ ،‬ولكن أي ًضا فى المقام‬
‫اأول‪ ،‬أن القول بغير ذلك سيفتح الباب أمام تداعيات ا يمكن تقدير مداها فى‬

                                                    ‫أماكن عديدة من العالم(‪.)41‬‬
‫ولقد أكد «د‪.‬محمود أبو زيد» وزير الموارد المائية والري اأسبق على عدد‬
‫من الحقائق بشأن اتفاقيات مياه النيل سواء الخاصة بمياه الهضبة اإثيوبية‪ ،‬أو‬
‫الخاصة بمياه الهضبة ااستوائية والى تم توقيعها على مدار قرن من الزمان ابتداء‬
 ‫من أواخر القرن التاسع عشر وحتى نهايات القرن العشرين‪ ،‬وأبرز تلك الحقائق‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إن اتفاقيات مياه النيل تكمل بعضها البعض‪ ،‬وتؤكد ااتفاقيات الحديثة منها على‬

                                           ‫ما ورد بااتفاقيات التى سبقتها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬لم يحدث قط أن ألغت أية اتفاقية من اتفاقيات مياه النيل الحديثة أو القديمة أية‬
‫اتفاقية أخرى سبقتها‪ ،‬ولم يحدث قط أن تعارضت أية اتفاقية من اتفاقيات مياه‬

               ‫النيل الحديثة أو القديمة مع ما ورد بأية اتفاقية أخرى سبقتها‪.‬‬

                                  ‫‪- 367 -‬‬
   367   368   369   370   371   372   373   374   375   376   377