Page 375 - 2015-37
P. 375

‫وفى المقابل‪ ،‬ترفض مصر مسألة إعادة تقاسم مياه النيل‪ ،‬وترى ضرورة‬
‫اأخذ بقاعدة «اانتفاع المنصف والمعقول» (‪ )Equitable Utilization‬عند تقاسم‬
‫مياه النهر‪ ،‬على اعتبار أنهما آخر دولتان في مجر النهر‪ ،‬وا يهبط عليهما إا قد ٌر‬
‫ضئي ٌل ج ًدا من اأمطار الساقطة على منابعه(‪ .)50‬ومن ثم‪ ،‬تطرح مص ُر بدورها‬

                                                  ‫معايير للتقاسم تقوم على(‪:)51‬‬

                                 ‫	 درجة اعتماد السكان على مياه النهر‪.‬‬

           ‫	 ااستخدامات الماضية (التاريخية) والقائمة والمحتملة للنهر‪.‬‬

                                 ‫	 مدى توافر المصادر المائية اأخرى‪.‬‬

                                                      ‫(‪ )3‬رفض مبدأ «بيع المياه»‪:‬‬

‫تنهض السياسة الخارجية المصرية تجاه قضية المياه على رفض الدعاوى‬
‫واأصوات التي تطلقها بعض دول المنابع والتي تر ِوج لأخذ بمبدأ «بيع المياه»‬
‫والتعامل مع المياه باعتبارها «سلعة اقتصادية» (‪ )Economic Good‬شأنها‬
‫شأن البـتــرول (‪ . )52‬ومــن ثم‪ ،‬تنادي تلك الدول أحيا ًنا بوجوب بيع المياه لمصر‬
‫والسودان‪ ،‬والحصول منهما على مقابل مادي نظير ما يحصان عليه من إيراد‬
‫مائي نيلي‪ .‬وفى الطرف اآخر من المعادلة‪ ،‬ترفض مصر قطع ًيا اعتبار المياه‬
‫سلعة اقتصادية‪ ،‬وبالتالي ترفض مسألة « بيع المياه » دولياً أو استيرادها من دولة‬

                                                                  ‫أخرى(‪.)53‬‬

‫ففى أكتوبر ‪ ،1994‬صرح «د‪.‬محمد عبد الهادي راضى» وزير اأشغال‬
                               ‫العامة والموارد المائية المصري اأسبق‪ ،‬قائاً ‪:‬‬

‫«من القضايا المستحدثة التي أثيرت حديثاً موضوع (تسعير المياه) أو (بيع‬
‫المياه)‪ .‬وأود أن أؤكد أن مبدأ التسعير مرفوض شكاً وموضو ًعا سواء على المستوى‬
‫الحوضي أو اإقليمي أو الدولي‪ ،‬أن تسعير المياه سيجرنا إلى مشاكل ا حصر لها‪،‬‬
‫واعتبار المياه سلعة في السوق اإقليمية أو الدولية‪ ،‬سيتسبب في العديد من المشاكل‪،‬‬
‫وسيخلق منها عنص ًرا ضاغ ًطا‪ .‬أما أن تتحول المياه إلى سلعة ضاغطة‪ ،‬فهو ما ا‬

                                                    ‫نقبله على اإطاق» (‪.)54‬‬
                                  ‫‪- 370 -‬‬
   370   371   372   373   374   375   376   377   378   379   380