Page 378 - 2015-37
P. 378
( )5إقامة عاقات طيبة وتعاونية مع كافة الدول النيلية:
يعد التعاون الدولي ،وخصو ًصا في مجال المياه ،آلية فعالة احتواء وحل الصراعات
المائية .وتستند تلك المقولة إلى طروحات ونتائج البحوث والدراسات التي ُعنيت بتحليل
ظاهرة الصراع المائي بين الدول المشاطئة في اأحواض المائية الدولية (.)60
يوضح تأمل الخبرات التعاونية التي شهدها النظام اإقليمي لحوض النيل،
محورية الدور المصري القائد لهذه المبادرات التعاونية .فلقد كانت مصر دائ ًما
صاحبة المبادرة والمبادأة نحو اقتراح وتدشين الصيغ التعاونية؛ ثم دفعها وتعزيز
خطاها .فلقد كانت الجهود المصرية هي المحرك الرئيسي لكل اأطر والصيغ
التعاونية في حوض النيل (الهيدروميت ،1992-1967 :اإندوجو،1993-1983 :
التيكونيل ،1998-1992 :مبادرة حوض النيل .)2012-1999 :فضاً عن الجهود
التي تبذلها -وا تزال -الدبلوماسية المصرية والقائمين على أمر الشأن المائي
المصري في سبيل تجاوز العقبات وتخطى العراقيل والصعاب التي تعترض سبل
التعاون اإقليمي في حوض النيل .فمصر حريصة على الدوام على تدشين وتعزيز
التعاون وإقامة عاقات طيبة مع الدول النيلية كافة وفق منهج «اربح-اربح(.)61
وقد قامت مصر بهذا الدور اإقليمي القائد انطا ًقا من ثوابت السياسة الخارجية
المصرية والتي يأتي على رأسها ضرورة العمل على حفظ اأمن وااستقرار في
منابع النيل اإثيوبية وااستوائية ،وأي ًضا من منطلق اإيمان بأهمية ااهتمام بالتعاون
المشترك من أجل تنمية مصادر مياه النيل ،لما يعود عليها من فوائد أكثر مما لو
اهتمت كل دولة على حدة بتلبية احتياجاتها المائلة من خال مواردها الخاصة(.)62
راب ًعا :مسارات مقترحة للسياسة المصرية تجاه «مياه النيل» في ضوء التحديات الراهنة:
إن تقييم المستجدات والتحديات الراهنة في حوض النيل ،يوضح أن ثمة رؤى
ومسارات سياسية جديدة وغير تقليدية هي التي يجب أن تحكم السياسة الخارجية
المصرية حيال نهر النيل ،وأن هذه الرؤى الجديدة هي بمثابة حلول عملية وغير
تقليدية للتعاطي مع أزمة مياه النيل في مرحلتها الراهنة ،وتجاوزها نحو تعزيز
التعاون المشترك بين دول الحوض .وتتمثل أبرز معالم تلك الرؤية فيما يلي:
- 373 -