Page 380 - 2015-37
P. 380
ثم هناك فرنسا وتأثيراتها الثقافية الممتدة عبر سياساتها الفرانكفونية التقليدية،
ولكن بآليات جديدة .وهناك أي ًضا الدور اإسرائيلي الذي ينطلق من ثوابت
ااستراتيجية اإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى تطويق ومحاصرة مصر
(باأساس) والسودان في الدائرة النيلية .ثم هناك التحركات اإيرانية التي باتت
تشكل تهدي ًدا ا ُيستهان به في هذا اإطار .ناهيك عن الدور الذي تلعبه بعض
القوى اإقليمية العربية (كالمملكة العربية السعودية) في شبكة تفاعات النظام
اإقليمي لحوض النيل.
كما يتعين إدراك وفهم حقيقة الدور الذي تقوم به المؤسسات الدولية والدول
المانحة والمم ِولة للمشروعات المائية في دول منابع حوض النيل ،وهنا يبرز
دور كل من البنك الدولي ،واأمم المتحدة ،واليابان ،وكندا ،وهولندا ،بوصفهم
أبرز المانحين في مشروعات حوض النيل .كما يتعين فهم دور الدول المنفذة
لتلك المشروعات (المقاولون) وهنا يبرز دور الصين وإيطاليا والنرويج
وألمانيا ،بوصفها الدول أصحاب الفضل في تنفيذ (أعمال المقاوات الهندسية)
إنشاء السدود والخزانات اإثيوبية في الفترة اأخيرة.
وفي هذا الشأنُ ،يقترح العمل على توثيق التواصل مع المانحين ،لخلق أوراق
ضغط إضافية على دول المنابع يمكن استخدامها عند اللزوم.
كما ُيقترح أيضاً إقامة عاقات ثنائية مع دول حوض النيل خارج منظومة
التنسيق المصري-السوداني .بمعنى أا تكون الخرطوم بالضرورة هي ممر
مصر للدول النيلية .المقصود بها عاقات ثنائية مع هذه الدول على المستوى
الرسمي وغير الرسمي ،مع إياء أهمية للعاقات مع جنوب السودان ،أهمية
ذلك لأمن القومي المصري.
« .3الرؤية الشاملة إدارة التفاوض المائي مع دول حوض النيل» :وينصرف الشمول هنا
إلى أمرين :أولهما :شمول المجاات والمنظورات ،بمعنى فهم مختلف أبعاد
ومكونات الظاهرة المائية في حوض النيل ،بوصفها مسألة متعددة اأبعاد،
يتداخل فيها السياسي مع القانوني مع ااقتصادي ،دون إقصاء الجوانب البيئية،
- 375 -