Page 559 - 2015-37
P. 559
د -عيد اأضحي -:
ا يختلف عيد اأضحى كثيرا في مجتمع الدراسة ،عن غيره من المجتمعات
في الباد اإسامية ،حيث يبدأ اأستعداد بأستقبال ليلة العيد في السودان ،بترتيبات
خاصة يشترك فيها اأطفال مع أمهاتهم بحيث يبدأ يوم العيد باأستعداد للذهاب
إلى مصلى العيد والتكبير والتهليل والذهاب مبكرين إلى المصلى الذي يكون عادة
في ساحة واسعة في الحي أو ساحة المسجد إذا كان واسعاً ،وتفرش المفارش التي
يصلي عليها الناس ،في مابسهم البيضاء المميزة ،ويصطحبون اأطفال معهم وهم
مزدانين بالمابس الجديدة التي تم شراؤها وإعدادها قبل قدوم العيد بأيام ،يخرجون
أطفااً وكبا ًرا ليتشارك الجميع فرحة العيد في جو روحاني جميل ،ويحرص الكل
على إلقاء التهنئة بالعيد لكل من يعرف من أهل وجيران وعلى أهل البيوت ،ويصفو
الجو بين المتخاصمين لشدة الترابط بين السودانيين،ويتميز المجتمع السوداني بعادة
أصيلة تدل على مدى الترابط ااجتماعي الوثيق بين أهل القرية الواحدة أو المدينة
أو الحي حيث يتجمعون في شكل مجموعات لإفطاراو الغداء ،ويسارع الكل بدعوة
اآخر ،وناد ًرا ما يبقى أحد بمفرده في أي مائدة سودانية ،بل يسارعون بدعوة عابري
السبيل ،ويتجمع اأهل واأسر الممتدة في بيت العائلة ابتهاجاً بهذه المناسبة(*).
وعند عودة الرجال من صاة العيد تبدأ التجهيزات لذبح اأضاحي في جو
من السعادة والبهجة ،وتسعد النساء بطبخ هذه اأضاحي وتوزيعها على الجيران
والفقراء والمحتاجين ابتغاء الثواب ومرضاة ه سبحانه وتعالى ففي العيد اأضحي
عادات وتقاليد ومأكوات ،تميز المجتمع السوداني عن غيره من المجتمعات والتي
تحرص اأم علي غرسها في ثقافة ابنائها من الجنسين.
وجرت عادة عيد اأضحى في مجتمع الدراسة ،أن ُيقسم لحم اأضحية إلى
ثاثة أقسام ،اأول هو الشواء ،والثاني المطبوخ ويسمى كباب الحلة ،والثالث
المرارة ،والمرارة أكلة سودانية خالصة ،يتناولها السودانيون في صبيحة أول أيام
العيد في اإفطار ،وعقب الذبح مباشرة ،حيث تأخذ أحشاء الماعز أو الخراف ،من
الكبد والرئة والطحال والكلى ،وتتبل جي ًدا بعد أن تنظف تنظي ًفا شدي ًدا ،ثم تؤكل
نيئة دون طهي ،ولكنها إذا طهيت فإنها تسمى (كمونية) ،أما وجبه الغداء فتكون
- 555 -