Page 557 - 2015-37
P. 557
المخلوط بالماء ويسمونه (الغباشة) ،باإضافة إلى المشروبات المجلوبة مثل قمرالدين
ثم يؤدون الصاة وبعدها يعودون مرة أخرى لتناول الطعام ،وبعد تناول اإفطار يعقد
مجلس (الونسة) وهو ما يعني بالعربية الفصحي (اأنس)وخاله يتسلى أهل المجلس
بتناول البليلة وهي الذرة أو اللوبيا بأنواعها أو الحمص وهي في العادة تكون مسلوقة
مع قليل من الملح باإضافة إلى البلح وفي مجالس ميسوري الحال يتواجد التين
والزبيب وغير ذلك هذا إلى جانب الشاي وقهوة البن ،وينفض هدا المجلس قبيل صاة
التراويح .تمتلئ المساجد في ليالي رمضان بالمصلين ،وتقوم بوضع برنامج يومي
صباحي للنساء ولأطفال للتدريب على تجويد وحفظ القرآن وأخرى للفقه والسيرة،
وتشهد صاة التراويح ازدحاماً ملحوظاً بالمصلين من الرجال والنساء واأطفال،
وتصلى دائماً بجزء من القرآن ويتخللها أدعية وابتهاات ويختتمون الليلة بالمدائح
النبوية ،ومن أشهرالمداحين الشيخ عبد الرحيم البرعي شيخ السودان كله ،وا تخلو
اإذاعة وا التليفزيون السوداني من هذه المدائح طوال شهررمضان.
تعمل الصوفية في هذا الشهر على تكثيف ممارسة طقوسهم الدينية من قراءة
اأوراد واابتهاات ،كما تكثف أيضاً حلقات الدروس الدينية قبل صاة المغرب،
وبعد اإفطار تبدأ في جلسات اإنشاد الدينية ،كما تقام حلقات الذكرالتي تعرف
بالحضرة بمصاحبة الطبول والدفوف بعد صاةالتراويح،وتحتفل الطرق الصوفية
بمناسبات معينة في رمضان مثل ليلة السابع عشر وهو يوافق غزوة بدر وكذلك
فتح مكة ،ويهتم رجال الطرق الصوفية في السودان بإقامة العديد من موائد الرحمن
للصائمين ،ومن أجمل اأشياء التي تميز احتفااتهم بهذا الشهر أيضاً اجتماع شباب
اأحياء ليؤدوا دور (المسحراتي) حاملين الدفوف ويطرقون عليها منادين في الناس
ومرددين بعض اأناشيد الدينية حتى يتناولوا سحورهم ويؤدوا صاة الفجر في
جماعة ،المسحراتي أحد الطقوس الرائعة في شهر رمضان(*) ،في الخميس اأخير
من رمضان يعد السودانيون طعاماً خاصاً يعرف بالرحمات يتصدقون به علي
الفقراء وفي الشهر الفضيل تكون الفرصة لتتبادل الزيارات العائليةو ،كما ُيعد شهر
رمضان شهر المتعة لأطفال وخاصة وقت اإفطار الجماعي ،فضاً عن السماح
لهم بالسهر إلى وقت متأخر من الليل ،اأمر الذي ا يجوزلهم في غير رمضان،
- 553 -