Page 556 - 2015-37
P. 556
يوما لكل منزل ينتقلن بعده إلى منزل آخر وسط الضحك والبهجه وتقوم ست البيت
بتقديم المأكوات والمشروبات وبسكوت وشاي وقهوة وبعض البيوت تقدم المرارة،
والشيه ،الفطير ،الكنافة.....الخ ،والصغار هم أكثر المستفيدين من هذا التجمع حيث
يحق لهم التهام اآبري الذي يتجمع في الجرجريبة (القرقريبة) في شكل كتل يضاف
اليها السكر من السكرية التي تتوسط أمهاتهم أثناء احتساء القهوة ،ويعتبر يوم
عواسه الحلو مر يوم للتعارف وتدريب للفتيات علي العمل الجماعي وفرصة لتبادل
اأخبار والدردشة وخاصة إذا كانت إحدي الفتيات سيتم زواجها في العيد.
ومن مظاهر اأحتفال التي يتميز بها السودانيون كل عام إقامة موائد اإفطار
الجماعية خارج المنازل ،حيث تقف مجموعة من كبار الحي عند رأس الشارع ترقباً
للمارة وعابري السبيل لدعوتهم لتناول اإفطار وا يسمحون أي شخص بالمرور في
وقت اإفطار دون أن يجلس لتناوله معهم حتى إنهم يقومون بإلزام سائقي السيارات
بالتوقف عن السير وذلك بوضع حواجز على الطريق قبل موعد اإفطار بخمس
دقائق إجبارهم على النزول وتناول اإفطار ،ويبدأ اإستعداد لهذه العادة ااجتماعية
قبل حلول شهر رمضان بفترة ،حيث ان الشباب قد تدربوا علي ذلك من الصغر حيث
كانت اأم تعلم وتغرس في الطفل كل القيم الثقافية الخاصة بأهمية هذه المناسبة .
يقوم الشباب بردم مساحة من اأرض تكفي إستيعاب الحضور من أهل الحي
وكذلك الضيوف حتى تصبح أعلى قلياً من مستوى الشارع وتفرش بالرمل المشوب
بالبياض ويحرصون على مد مستطيل باتجاه القبلة ليقوم مقام المحراب،وعند حلول
شهر رمضان يقوم الشباب برش المساحة المذكورة وما حولها بالماء لتلطيف الجو
ثم يفرشونها بما تيسر من مفروشات وفق المستوى المادي أهل الحي ،أو هناك
من يخصص بعض المفروشات لهذه المناسبة فقط ويطلق عليها فراش رمضان(*).
وبعد اانتهاء تماماً من عملية تجهيز الطعام يجلس الشبا ب والصغار من الذكور
إلى جانب الكبار ومع ارتفاع صوت المؤذن تمتد اأيدي إلى أطباق البلح أواً اقتدا ًء
بسنة رسول ه صلى ه عليه وسلم ثم يعقب ذلك تناول المشروبات وأهمها الحلو مر
وعصير الليمون والفواكه المختلفة إلى جانب بعض المشروبات المحلية كالمديدة وهي
مشروب سميك القوام من الذرة الرفيعة أاو القمح أو الدخن أو اللبن الخاثر المسكر
- 552 -