Page 409 - 2016 - Vol. 40
P. 409

‫ومهدت لها السبيل للاعتماد‪ ،‬والأسباب التي أعاقت الثانية وقوضت مسيرة الاعتماد‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت الباحثة على المقابلة المنظمة‪ ،‬وصممت استمارة مقابلة‪،‬‬
‫وكان المبحوثون من أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬وبعض القيادات بالكليتين‪ ،‬كما تمت‬
‫الاستعانة ببعض البيانات الرسمية‪ ،‬والمتضمنة في كل من الدراسة الذاتية‪ ،‬والخطة‬

                                                        ‫الاستراتيجية للكليتين‪.‬‬

‫كما كانت الملاحظة بالمشاركة أداة مهمة لجمع المعلومات‪ ،‬بوصف الباحثة‬
‫عضو هيئة تدريس‪ ،‬كما تشغل وظيفة تنفيذية في مجال الجودة بجامعة الإسكندرية‬
‫مما أتاح الفرصة لمعايشة الوضع الراهن‪ ،‬والتواصل مع عدد كبير من القيادات‬
‫وأعضاء هيئة التدريس في هذا المجال‪ ،‬وتبادل النقاش ومعرفة العديد من المشكلات‬
‫والمعوقات المتصلة بنظم الجودة والاعتماد الأكاديمي بمختلف كليات الجامعة‪،‬‬

                         ‫ومعاهدها‪ ،‬والتي سوف أوضحها في الصفحات الآتية‪.‬‬

                       ‫ساد ًسا‪ -‬الإطار الزمنى لإجراء البحث والدراسة الميدانية‬

‫استغرق البحث الفترة الممتدة من أواخر عام ‪ 2012‬حتى أغسطس من‬
‫عام ‪ 2016‬أي فترة تزيد قليلاً عن ثلاثة أعوام؛ انقسمت لثلاث مراحل‪ :‬المرحلة‬
‫الأولى بدأت منذ نهاية ‪ 2012‬ولمدة عام؛ مرحلة الفكرة الأولية غير المنظمة‬
‫النابعة من معايشة واقع المجتمع الجامعي وملاحظته‪ ،‬وما يشهده من تحديات عديدة‬
‫سبقها وصاحبها العديد من الإجراءات‪ ،‬والممارسات‪ ،‬لاسيما المتصلة بإنشاء نظم‬
‫داخلية للجودة عن طريق إنشاء مركز للجودة بالجامعة‪ ،‬ووحدات تابعة له بكل‬
‫كليات الجامعة ومعاهدها‪ ،‬بالإضافة إلى العديد من المناقشات‪ ،‬والسجالات على كل‬
‫المستويات؛ بين هيئة التدريس‪ ،‬والإداريين‪ ،‬والقيادات بعضهم بع ًضا إما عن جدوى‬
‫تطبيق مثل هذه النظم في ظل ظروف غير مواتية تتصل بكثافة أعداد الطلاب‪،‬‬
‫وعدم تناسب البنى الأساسية‪ ،‬والتجهيزات‪ ،‬وإما عن مدى الرتابة والصعوبة في‬
‫بعض أنشطة الجودة‪ ،‬أو الجهد‪ ،‬والوقت اللازمان لمثل هذا العمل‪ ،‬وإما عن عدم‬
‫وجود فائدة ملموسة لمثل هذه الأنشطة‪ ،‬فضلاً عن القول الدائم بواسطة بعضهم‪-‬‬
‫خاصة كبار الأساتذة‪ -‬إن نظم الجودة موجودة في العقول و ُتمارس بالفعل‪ ،‬ولا‬

                                  ‫‪- 405 -‬‬
   404   405   406   407   408   409   410   411   412   413   414