Page 419 - 2016 - Vol. 40
P. 419
تعزيزها ،وفي ضوء الدراسة الميدانية يوجد تباين بين الحالات فيما يختص بتوافر
ثقافة الجودة فبعضهم شارك في الدورات التدريبية ،وورش العمل المنفذة بواسطة
الجامعة ،والمؤسسات التابعة لها؛ بوصفهم متدربين ،أو مدربين ،أو كليهما م ًعا،
فالغالبية العظمى شاركت ولكن بدرجات غير متكافئة :ضعيفة ،ومتوسطة ،وقوية،
كان اكتساب ثقافة الجودة إما بدافع المعرفة العامة فقط ،وكشف النقاب عن آلية
إدارية جديدة لتطوير خدمة التعليم العالي ،وإما بدافع المعرفة من أجل التطبيق
الصحيح؛ إذ استهواهم فكر الجودة وممارساتها ،وهؤلاء في الغالب حريصون على
التدريب ،واقتفاء أثر أماكن التدريب التخصصية المعتمدة من الهيئة القومية لضمان
جودة التعليم ،ويبذلون في ذلك الكثير من الوقت والمال والجهد ،وهؤلاء في الغالب
تأهلوا -فيما بعد-للعمل بوصفهم مراجعين معتمدين؛ ينقلون معارفهم ،وخبراتهم،
وتجاربهم لزملائهم من أعضاء هيئة التدريس ،داخل جامعتهم ،وخارجها و ُيسهمون
في دعمهم فن ًيا من أجل دعم تطبيق نظم الجودة ،والوصول بهم إلى الاعتماد .فضلاً
عن بعضهم ممن تولوا مهام تنفيذية في مجال الجودة من دون أن يكونوا مؤهلين
لها بما يكفي .بالإضافة إلى عدد غير قليل من المعارضين لفكر الجودة وممارساتها
ويعزفون عن المشاركة في أي من أنشطتها سواء داخل كلياتهم أم خارجها.
وتشتمل ثقافة الجودة على عدة من الموضوعات والمجالات المهمة التي اكتسبها
المبحوثون كما شاركوا في إكسابها للآخرين داخل الجامعة وخارجها مثل :التخطيط
الاستراتيجي ،وكيفية إعداد الخطة البحثية ،ومعايير الجودة في العملية التعليمية،
والمعايير الأكاديمية ،وخرائط المنهج ،وكيفية إعداد وثائق البرامج (توصيف البرامج
والمقررات وتقاريرهم ،ومصفوفاتهم) استراتيجيات التعليم والتعلم ،مقدمة في إدارة
الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي ،الجودة وتطبيقاتها ،المراجعة الداخلية،
الدراسة الذاتية ،و...إلخ .الجدير بالذكر أنه على الرغم من الجهود المبذولة لنشر
ثقافة الجودة فإنها لم تنتشر بالقدر الذي يبني اتجاهات إيجابية تما ًما حيالها ،ويدفع
في اتجاه تطوير خدمة التعليم العالي ويمكن تجاو ًزا القول بانتشار مفاهيم الجودة
بشكل نظري وليس ثقافة الجودة.
- 415 -