Page 420 - 2016 - Vol. 40
P. 420
-دور وحدات ضمان الجودة :يعد إنشاء نظم جودة داخلية بكليات الجامعة ومعاهدها
خطوة تمهيدية لتطبيق نظم ضمان الجودة على أساس أن وحدات الجودة هي المنوطة
بمتابعة تنفيذ نظم ضمان الجودة ،واتخاذ اللازم من أجل تأهيل المؤسسات للاعتماد؛
لذا كان لابد من تقييم أداء تلك الوحدات ،وتحديد العوامل المؤثرة فيه والمعوقات
التي تواجهها ،وشهد تقييم المبحوثين لأداء وحدات ضمان الجودة بمؤسساتهم تباي ًنا
ملحو ًظا ،فجاء تقييم أدائها ممتا ًزا بالنسبة للغالبية العظمى من الحالات المنتسبة
للكليات المعتمدة ،وجي ًدا بالنسبة للكليات التي تقدمت للاعتماد ،وتنو ًعا بين الجيد،
والمتوسط بالنسبة للكليات التي لم تتقدم للاعتماد .مع الأخذ في الاعتبار أن الأداء
الفاعل لتلك الوحدات يرتبط بعدة من العوامل الداخلية والخارجية ،يأتي في مقدمتها
دعم الإدارة العليا بالمؤسسة ،ومدى تقبل منتسبيها لنظم الجودة؛ إذ تواجه وحدات
ضمان الجودة عدة من المعوقات مثل :مقاومة نظم الجودة بواسطة بعض منتسبي
كليات الجامعة ومعاهدها ،وانخفاض مستوى ثقافة الجودة؛ لعدم الاهتمام باكتسابها،
كما أن ارتفاع الكثافة الطلابية لاسيما في الكليات النظرية يعطي انطبا ًعا لدى هيئة
التدريس باستحالة الحصول على الاعتماد ،ومن ثم انعدام جدوى تبني تلك الأنظمة،
وضعف دعم بعض إدارات الكليات لوحدات الجودة ،كما أن عدم وجود مردود
ملموس على الكليات المعتمدة يزيد من مقاومة التغيير ،فضلاً عن عدم وجود لائحة
مالية موحدة لضبط عمليات الصرف ،والمكافآت ،وتمويل الأنشطة اللازمة للجودة.
كل هذا يشكل جملة من معوقات التطبيق الفاعل لنظم الجودة.
إذا كان تطبيق أنظمة الجودة والاعتماد بمؤسسات التعليم العالي عامة ،وجامعة
الإسكندرية خاصة جز ًءا من منظومة شاملة لتطوير التعليم ،أنشئت بنا ًء عليها
الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ،ومراكز ضمان الجودة بالجامعات،
واستتبعها إنشاء وحدات تابعة بكل الكليات والمعاهد ،فالسؤال الذي يطرح نفسه:
هل يوجد بالفعل احتياج لتلك المراكز والوحدات؟ وكان هذا واح ًدا من موضوعات
التقصي في هذا البحث ،ورأى الغالبية العظمي من الحالات وجود أهمية كبيرة
لتطبيق نظم ضمان الجودة بالتعليم العالي ،بوصفها وسيلة مهمة لحصول مؤسسات
- 416 -