Page 423 - 2016 - Vol. 40
P. 423
أن هناك ارتبا ًطا بين التطبيق الفاعل لنظم الجودة ،وبعض التخصصات الأكاديمية،
فقد يتناسب بشكل أكبر مع التخصصات العلمية المعتمدة على التجريب والقياس
الدقيق مثل :العلوم ،والطب ،والهندسة ،بينما يصعب في تخصصات أخرى مثل:
قطاع الآداب ،والعلوم الإنسانية ،والاجتماعية ،بينما رأى بعضهم الآخر عكس ذلك
وأن تطبيق نظم الجودة لا يقتصر على تخصص بعينه بقدر ما يرتبط بمتغير آخر
هو عدد الطلاب المقبولين سنو ًيا بما يفوق قدرات المؤسسات ،فكثافة الأعداد هي
المعوق ،وليس طبيعة التخصص-في إشارة إلى كليات القطاع العلمي ،وقطاع العلوم
الاجتماعية -بدليل حصول بعض كليات الجامعة المنتسبة لقطاع العلوم الاجتماعية
على الاعتماد الأكاديمي مثل :كليتي التربية الرياضية للبنات والبنين .والجدير
بالذكر هنا أن ارتباط بعض التخصصات بسوق العمل(حالة كلية العلوم وارتباطها
بالقطاع الصناعي) عنصر مهم في دعم مسار الاعتماد ،كما أن غياب العلاقة بين
بعض التخصصات ،وسوق العمل ،فضلاً عن الكثافة العددية للطلاب بما يفوق
القدرة الاستيعابية للأبنية(حالة كلية الآداب) معوقات رئيسة لمسار الاعتماد .كما
يرتبط التطبيق الفاعل لنظم الجودة بتوافر المعرفة بسياساتها وممارساتها؛ إذ يستلزم
توافر ثقافة الجودة لدى نسبة كبيرة من المعنيين بالمؤسسة بد ًء من القيادة العليا
والوسطى ،حتى أصغر عامل بسيط؛ فغياب ثقافة الجودة معوق رئيس أمام المضي
قد ًما في التخطيط أو التنفيذ أو المتابعة .ولاشك في أن تطبيق نظم الجودة ومعاييرها
واكتساب ثقافتها وممارساتها والحصول على الاعتماد الأكاديمي يعد تحقي ًقا لأهداف
التنمية المستدامة بوصفها أحد المتغيرات المرتبطة بنظم الجودة وهذا ما أكده غالبية
المبحوثين ،إذ لم يعد المستهدف هو التعليم فقط بل التعليم الجيد ،والمستدام.
-فنيات تطبيق نظم الجودة :أكدت كل الحالات على أن تطبيق نظم الجودة علم
كما أنه فن ،فهو علم؛ لأن نظم إدارة الجودة ،وضمانها تستند إلى فكر ،وتعتمد على
عدة من المناهج والطرق ،ولها استراتيجيات عمل منظم ومتواتر ترتكز على عدة
من الأسس العلمية والممارسات الضابطة ،والحاكمة للتنفيذ ،والتي يجب أن ُيلم بها
المعنيون بالتخطيط أو التنفيذ أو المتابعة على نحو جيد ،عن طريق التدريب والتعلم
- 419 -