Page 424 - 2016 - Vol. 40
P. 424
الذاتي ،أما الفن فيتمثل في اعتماد الممارسات الفعلية للجودة -بشكل كبير -على
الخبرة العملية ،ومهارات القائمين على تنفيذها ،وكيفية التعامل مع منتسبي المؤسسة
الراغبة في تطبيق نظم الجودة والاعتماد لدفعهم للعمل على تطبيق تلك النظم،
لاسيما وأنها تلقى معارضة ليست بالحجم القليل سواء بالنسبة للكليات المعتمدة أم
بالنسبة لغير المعتمدة .إذ إن التطبيق الفعال يرتبط في جزء منه بشخصية المنفذ،
وقدرته على احتواء المتعاملين معه ،وتقبلهم ،واستغلال أقصى طاقاتهم ،لذا فلابد
للقائم على متابعة تنفيذ نظم الجودة بالكليات من أن يحظى بصفات شخصية قيادية
تتسم بالصبر ،والمثابرة ،والكياسة ،واللباقة ،وإدارة الوقت والفريق ،وأن يحظى
باحترا ٍم وتأيي ٍد من منتسبي المؤسسة ،فضلاً عن كونه مؤهلاً تأهيلاً علم ًيا ،لاسيما
في مجال نظم الجودة .فالجودة علم وفن وأسلوب حياة يهدف إلى الصدق في العمل،
والإتقان في الأداء ،وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية والخاصة.
إذن يتمثل العلم في النظام نفسه ،ومنهجه القائم على توحيد نظم الإدارة ،ومتابعة
تنفيذ سياسات التعليم بواسطة معايير يسهل قياسها ،أما الفن في تطبيق ذلك النظام
بطريقة تسمح بالإبداع ،فهي منظومة علمية ،وإدارية ،وفنية متكاملة .إذن هناك
ارتباط بين اكتساب المعرفة بنظم الجودة ومفاهيمها ،وتطبيقها فلا يمكن التطبيق
من دون معرفة ،ولا جدوى من المعرفة من دون تطبيق ،ولابد من أن تصل
المعرفة إلى كل المعنيين بالمؤسسة ،وكل المنتسبين إليها بفئاتهم العديدة مثل:
أعضاء هيئة التدريس ،والهيئة المعاونة ،والعاملين ،القيادات وغير القيادات ،وليس
منتسبي وحدات الجودة فقط.
-نظرة المجتمع الجامعي لأنظمة ضمان الجودة والاعتماد
تباينت نظرة المجتمع الجامعي في كل كليات الجامعة ،ومعاهدها نحو جدوى
تطبيق نظم الجودة والاعتماد؛ فبعضهم _أكثر من %50من منتسبي الكليات_ينظر
إليها بوصفها عملية شكلية لاستيفاء المستندات والوثائق ،وتستيفها لا تستند إلى
ممارسات فعلية ،لاسيما في ظل ظرو ٍف وبيئة عمل غير جيدة ،ومن ثم لا جدوى من
تطبيقها ،بل إنها مضيعة للوقت والجهد؛ إذ إن نتائج تقييم الأداء التي تتم في الغالب
- 420 -