Page 436 - 2016 - Vol. 40
P. 436
يتعثرون؛ لأن أنظمة الجودة قائمة على العمل الجماعي ،وتقتضي مشاركة كل
أطراف المنظومة داخل المؤسسة وخارجها ،وليس فقط الفريق التنفيذي بوحدات
ضمان الجودة بالكليات.
ثان ًيا -أسباب خارجية :أي أن المؤسسة غير مسئولة عنها بشكل مباشر مثل:
عدم تهيئة البيئة القانونية والتشريعية ،والمالية ،وعدم تهيئة المجتمع الجامعي لتقبل
ثقافة الجودة بالشكل الذي يدعم تطبيقها في كل مؤسسات الجامعة بالقدر نفسه.
كما أن تطبيق أنظمة الجودة بمؤسسات الجامعة أمر اختيار ّي قائم على الحرية
والمنافسة ،وكذلك زيادة الطلب المجتمعي على التعليم العالي وما نتج عنه من
زيادة أعداد الطلاب المقبولين بمؤسساته ،وضعف ميزانية التعليم والبحث العلمي،
بما يعوق دعم البنى الأساسية ،فضلاً عن توحيد معايير تقييم المؤسسات الجامعية
من دون النظر إلى إمكاناتها غير الموحدة ،سواء أكانت مادية ،أم كانت بشرية،
أم كانت فنية ،أم كانت تخصصية ،ناهيك عن بعض القيود الثقافية والبيروقراطية
التي تدعم مجانية التعليم بقدر أكبر بكثير من دعم جودة التعليم ،فضلاً عن القيود
المتعلقة بعدم استقلالية الجامعات والكليات في إدارة الموارد المالية وتوظيفها من
أجل دعم أنظمة الجودة ،واستيفاء معاييرها ،ومتطلباتها بهدف تقديم خدمة تعليمية
جيدة ،تتسم بالتطور والتغير المستمر ،والمرونة الكافية التي تمنحها القدرة على
تلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل من الخريجين المؤهلين .تعد الأسباب الداخلية
والخارجية من أبرز نقاط الضعف التي تعتري التطبيق الأمثل لنظم الجودة بكليات
الجامعة ومعاهدها ،وجدير بالذكر أن الكليات المعتمدة ،وبعض الكليات التي تقدمت
للمرة الثانية بعد حصولهم على مهلة للتحسين استطاعت أن تعالج كل الأسباب
والمعوقات سالفة الذكر عن طريق تمويل من وزارة التعليم العالي وبواسطة
مشروع ( )CIQAAPوعلى الرغم من ذلك فإن المعوق الرئيس أمامها بعد الاعتماد
هو عدم وجود مردود واضح للاعتماد ،ومن ثم عدم الاكتراث بالاستمرار في
أعمال الجودة والتطوير.
- 432 -