Page 438 - 2016 - Vol. 40
P. 438
بل يراها مضيعة للوقت والجهد ،ومن ثم َي ْع ُزف تما ًما عن المشاركة في الأنشطة
المرتبطة بها ويطالب بضرورة تهيئة الظروف الملائمة في البداية ،ثم المطالبة
بتحقيق معايير الجودة .الفريق الثالث :لا يقبلها تما ًما أو يرفضها كل ًيا ،إنما يحاول
أن يبحث بواسطة هذه النظم عن تحقيق بعض المزايا والمكتسبات والفرص،
ولكن سرعان ما تفتر قواه إن لم يلمس مزايا واضحة سريعة ،أو فريق داعم له.
ثال ًثا -على الرغم من الجهود المبذولة لنشر ثقافة الجودة فإنها لم تنتشر بالقدر الذي
يدفع في اتجاه تطوير خدمة التعليم العالي ويمكن تجاو ًزا القول بانتشار
مفاهيم الجودة وليس ثقافة الجودة.
راب ًعا -إن وضع معايير لنظم ضمان الجودة تستند إلى الثقافة السائدة في المجتمع
الجامعي عامة ،وتستند إلى الواقع الفعلي لمؤسساته خاصة ،أمر غاية في
الأهمية؛ إذ إن وجود بعض الجوانب المشتركة بين مؤسسات الجامعة لا
ينفي وجود بعض الخصوصيات التي تنسب لبعض قطاعات العلم ،فضلاً
عن عوامل أخرى تتصل بالبنية الأساسية ،وأعداد الطلاب ،وسوق العمل.
خام ًسا -إن تطبيق نظم الجودة والاعتماد بمؤسسات التعليم العالي عامة وجامعة
الإسكندرية خاصة جزء من منظومة شاملة لتطوير خدمة التعليم العالي،
ووسيلة لحصول مؤسسات الجامعة على شهادة الاعتماد الأكاديمي على
المستوى القومي ،ومن ثم فهي وسيلة لغاية أبعد هي الاعتماد الدولي ،وتبوء
مكانة متميزة بين دول العالم في خريطة التصنيف العالمية للمؤسسات في
مجال خدمة التعليم العالي
ساد ًسا -المستهدف من تطبيق تلك النظم _من وجهة النظر الشخصية_ معالجة
الأوضاع الراهنة غير المواتية ،والعمل من أجل دعم فكر مستقبلة التعليم،
أى إعداد طالب اليوم ،وتأهيله علم ًيا ،ومهار ًيا ليس لسوق العمل الحالي
(رسالة المؤسسة) ،وإنما لسوق عمل مستقبلي (رؤية المؤسسة) ،وهذا
يستلزم استشراف مستقبل سوق العمل المتغير والمتجدد باستمرار ،وتأهيل
الطالب وفق مقتضياته ،ومن ثم تحقيق مستويات رضاء عالية له بوصفه
مستهل ًكا للخدمة التعليمية ،ومحو ًرا مه ًما من محاورها ،فضلاً عن زيادة
- 434 -