Page 431 - 2016 - Vol. 40
P. 431

‫سياسة إدارية في أداء خدمة التعليم العالي على مستوى الدولة ومن ثم تصبح ملزمة‬
‫للجميع من دون اختيار‪ ،‬ويتم تبنيها بشكل مرحلي يسبقها مرحلة تمهيدية تمهد فيها‬
‫كل العوامل المطلوبة بناء على دراسة الأوضاع الراهنة لكل مؤسسة‪ ،‬أو لكل قطاع‬
‫أكاديمي على حدة‪ ،‬وتحديد معايير مناسبة له نابعة منه‪ ،‬من ثم يليها مرحلة التنفيذ‪،‬‬
‫يلتزم بها الجميع من دون ترك الأمر للرغبات والأهواء‪ ،‬والجدل الشديد الذي لا‬
‫طائل منه‪ ،‬ويتخلل ذلك متابعة وتقييم للأداء من أجل تصحيح المسار‪ ،‬يلي ذلك‬

                                                      ‫مرحلة المتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪-‬عوامل القوة والضعف والفرص والتهديدات بالنسبة للكليات المعتمدة‬

‫جدير بالذكر أن حصول بعض الكليات على الاعتماد الأكاديمي ليس نهاية‬
‫المطاف‪ ،‬بل إنه بداية ووسيلة للوصول إلى مرحلة أعلى هي الاعتماد الدولي‪ ،‬الذي‬
‫بموجبه تقوم مؤسسات التعليم العالي بإعداد خريج مؤهل‪ ،‬معرف ًيا ومهار ًيا‪ ،‬وقادر‬
‫على العمل في أي مكان داخل بلده أو خارجه؛ خريج يدرك أن الحصول على‬
‫المؤهل العالي هو خطوة على طريق التعليم تنقله إلى مرحلة أخرى أكثر حرية‬
‫يتعلم فيها ذات ًيا وعن بعد‪ ،‬ويتعلم مدى الحياة؛ ولذلك فإن الكليات المعتمدة تواجه‬
‫مشكلة الحفاظ على الاعتماد؛ إذ إن شهادة الاعتماد ليست أبدية‪ ،‬فهي مؤقتة بزمن‬
‫مدته خمس سنوات‪ ،‬فلابد من أن يحافظوا على إنجازاتهم‪ ،‬ويستمر أسلوب العمل‬
‫من دون توقف‪ ،‬فيصممون وينفذون خطط متابعة‪ ،‬وتحسين مستمر؛ لذا حاول‬
‫البحث استقصاء أهم عوامل القوة والضعف لدى المؤسسات المعتمدة‪ ،‬والفرص‬
‫المتاحة‪ ،‬والتهديدات التي تواجهها‪ ،‬ليتضح ما ذكرته في بداية الفقرة بأن الاعتماد‬
‫الأكاديمي بالنسبة لهم تحول من كونه غاية إلى وسيلة لغاية أهم وأكبر هي الاعتماد‬
‫الدولي‪ ،‬ومن أبرز عوامل القوة التي استقصيت من وجهة نظر منتسبي الكليات‬

                                              ‫المعتمدة وغير المعتمدة ما يأتي‪:‬‬

‫‪1 .1‬العمل على زيادة الموارد الذاتية عن طريق جذب مصادر تمويل جديدة‬

‫لتمويل خطط التحسين‪ ،‬وضرورة تخصيص حافز مادى لتحفيز أعضاء هيئة‬

‫التدريس‪ ،‬ومعاونيهم‪ ،‬والعاملين بالكليات المعتمدة؛ حتى يكونوا نموذ ًجا يحتذي‬

         ‫به غيرهم‪.‬‬

‫‪- 427 -‬‬
   426   427   428   429   430   431   432   433   434   435   436