Page 158 - African-Issue 41Arabic
P. 158
ظل هذا القلق الشديد في البنية الاقتصادية يعاني الكثيرون البطالة ،فالعمل غير متاح
وإن وجد فهو عمل غير رسمي ،ومعظم الخدمات الاجتماعية تقدمها المنظمات غير
الحكومية ،فعلي سبيل المثال ،تعد منطقة «شبيلي السلفي» واحدة من أكثر المناطق
تضرراً من المجاعة ،فالتعليم فيها لايخرج عن التعليم الديني ،ولايتعدي المرحلة
الابتدائية .ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإن %1فقط من سكان الإقليم يتمكنون من
الحصول علي الرعاية الصحية بمعدل طبيب لكل 800ألف نسمة(.)30
ولمعرفة مايجري في الصومال منذ فترة انتهاء الحرب الباردة ،ينبغي فهم
الأحداث التي أدت إلي هذه الوضعية التي يعاني منها الصومال ،وتكمن صعوبة
تناول هذه الأزمة من جراء تعقيداتها وتشابكها في آن واحد ،وكذا من حيث ارتباطها
وتزامنها بالعديد من متغيرات دول منطقة القرن الأفريقي في صورتها العامة،
وأيضاً أبعاد هذه الأزمة الداخلية والخارجية سيان ،فالحرب الأهلية في الصومال
التي تزامنت مع سقوط نظام «محمد سيادبري» ( )31في 26يناير 1991م ،جاءت
نتيجة لجملة من العوامل التي كانت سبب تردي الأوضاع في الصومال ،والتي في
ظلها غابت السلطة الوطنية وتحللت الدولة إلي عناصر الأولية علي أساس القبيلة،
وتتمثل تلك العوامل فيما يلي(.)32
1.1انهيار مقومات الدولة الصومالية منها المكون العسكري حيث انهارت القوات
المسلحة ،مجاعة شملت أرجاء القوة.
2.2حدوث مجاعة شملت أرجاء الدولة الصومالية.
3.3ظهور جيهات عديدة تصل إلي 15جبهة.
4.4إعلان انفصال شمال الصومال تحت اسم أرض الصومال.
5.5التدخل الأمريكي ومن ثم تولي الأمم المتحدة عملية إعادة الأمل في الصومال(.)33
لقد تعاملت المملكة العربية السعودية مع الأزمة الصومالية ووضعتها في
أولويات سياستها الخارجية منذ نشأتها حيث أن اهتمام المملكة بهذه الأزمة هو في
- 153 -