Page 157 - African-Issue 41Arabic
P. 157
عن عدد من الهجمات المسلحة ضد أهداف كينية علي الحدود مع توجد دوافع عديدة
– سرية ومعلنة – وراء هذا التحول النوعي في السياسة الكينية ،كما تباين ردود
الأفعال الصادرة عن كافة الأطراف المتفاعلة مع هذا الحدث الجلل ،سواء علي
مستوي الداخل الصومالي أو علي المستويين الإقليمي والدولي ،الأمر الذي ينعكس
علي السيناريوهات المختلفة التي يمكن أن تنجم عن التدخل الكيني ،الذي يحمل
مخاطر جمة بالنسبة للاستقرار السياسي والأمني في كل من الصومال وكينيا بصفة
خاصة وفي القرن الأفريقي بوجه عام ( .)28ولعل دوافع وأسباب التدخل الكيني
في الصومال تجلت في مشروع ميناء لأموال عملاق ،حيث افتتحه الرئيس الكيني
«مواي كباكي» في الساحل الكيني في نقطة لاتبعد أكثر من 60كم عن الحدود
الصومالية ،ووضع حجر الأساس للمشروع بحضور حشد إعلامي وجماهيري
كبير بالإضافة إلي رئيس وزراء إثيوبيا الراحل « ملس زيناوي» ورئيس دولة
جنوب السودان «سلفاكير» وسمي المشروع بـ»ميناء لامو» لنقل جنوب السودان
وإثيوبيا ،وقدرت تكلفة المشروع بـ 25بليون دولار ،ويشمل ميناء مصريا هو
الأول من نوعه في أفريقيا ،ومطارين عصرين أحدهما في «لامو» والأخر في
مدينة «إسيولو « بشرق كينيا ،وسيمد خط حديدي من «لامو» إلي « غسيولو»
بشرق كينيا ومن ثم يتفرع إلي فرعين أحدهما يتجه إلي جوبا عاصمة جنوب
السودان والآخر إلي أديس بابا عاصمة إثيوبيا.
وسيتم إنشاء خط أنابيب بترول ينطلق من آبار نفط جنوب السودان ويمر بمنطقة
تركانا الكينية التي اكتشف فيها البترول ليصدر من «ميناء لامو» وسبني خط سكة
حديد لحركة البضائع توريداً وتصديراً لجنوب السودان وإثيوبيا الجيستين(.)29
(ج) الهيار الدولة الصومالية :أدي استمرار الصراع في الصومال في ظل إنهيار
السلطة المركزية إلي فقدان العديد من الأقاليم في الصومال القدرة علي مواجهة
الكوارث ،خاصة المجاعة ،فالبنية التحتية متهالكة ،ولاتوجد مرافق وقد أدي عدم
وجود شبكة جيدة من وسائل النقل إلي عرقلة عمليات تسويق وتوزيع السلع ،وفي
- 152 -