Page 155 - African-Issue 41Arabic
P. 155
العربي إلي دويلات هزيلة وهزلية ،تم الإفادة الأخرى والمتمثلة في عملية البناء
والإنماء في الدويلة الوليدة ،مع إسكانية اعتمادها قاعدة عسكرية خلفية للإطلال
علي دول القرن الإفريقي من جهة ،ولتطويق السودان الشمالية من جهة أخري،
وسيتم استخدام الدويلة الجديدة في عملية إعادة النظر باتفاقية توزيع مياه نهر
النيل( ،)19بغية تفجير نزاعات مسلحة تجتذب مصر(.)20
ولأجل تحقيق أهدافها ومصالحها شكلت الدولة الغربية الصليبية ضغوطاً كبيرة
علي حكومة الشمال لدعم الانفصال ،فإقليمياً يجد جنوب السودان تأييداً ودعماً من
بعض دول الجوار وبخاصة تلك التي تدور في ذلك الدوائر الصهيونية والصليبية
العالمية ،فقد بدأ تدفق أفريقي للمشاريع من الدول المجاورة ،مثل تنزانيا وأوغندا
وكينيا وإثيوبيا وإريتريا من اجل المساعدة في رفع سوية الاقتصاد .إن هذه الدول
موجهة بسياسات القوي الدولية ،وبينها تنافس محموم في كسب ود الغرب والكنيسة
وإسرائيل ،كما أن لديها مصالح شخصية في فصل الجنوب ،فهم يأملون في تأمين
منطقة آمنه ما بينهم وبين ما يعتبرون أنه نظام عدواني يقوده الإسلاميون في
الشمال( .)21فأوغندا دولة مسيحية تقادي الإسلام ،وتمثل دور الشرطي الوسيط للقوي
الكبرى ذات المصالح في منطقة البيرحات العظمي ذات الأهمية الإستراتيجية ،لذلك
تؤكد حق تقرير المصير لجنوب السودان بدعمها المباشر لحركة التمرد ،وكينيا
بجانب الواقع الجغرافي والتداخل الإثني مع قبائل الجنوب ،يدفع الحكومة ضعف
أدائها السياسي والاقتصادي إلي أن تبحث عن دور خارجي تعزز به الوضع
الداخلي كما أنها تشكل قاعدة مهمة لحماية المصالح الأمريكية المشتركة في المنطقة
وهو ما يعطيها دوراً بارزاً في منطقة القرن الأفريقي ،لذلك تتعاون مع حركة
التمرد حتي تحصل علي أكبر مكاسب من القوي الغربية وإسرائيل ،وهي تؤيد
الانفصال بوصفها دولة مسيحية( .)22ولايبعد الدور الإثيوبي والإريتري كثيراً عما
هو الحال بالنسبة لأوغندا وكينيا ،فقد أدت إريتريا دوراً بارزاً في دعم حركة التمرد
وانفصال السودان( .)23وأما حسابات الخسائر بانفصال جنوب السودان فيصعب
- 150 -