Page 220 - African-Issue 41Arabic
P. 220
شرق أفريقيا تعمل على تدشين اتحاد نقدي يستخدم عملة موحدة ،وإن الانتقال إلى
اتحاد نقدى يحتاج إلى فترة من إدارة سعر الصرف لتحقيق المواءمة بين معدلات
الصرف الثنائية لكل عضو محتمل فى الاتحاد النقدي المزمع إنشاؤه( ،)33ومن
ثم يجب اتباع شكل وسيط من أشكال نظام الصرف بدلاً من التعويم الصريح
لأسعارالصرف ،كما يجب أن تكون السياسة النقدية أكثر مرونة فيما يتعلق بتحديد
الأهداف التشغيلية على أساس متغيرات الاقتصاد الكلى الحالية والمتوقعة ،على أن
تعزيز آليه انتقال السياسة النقدية فى دول أفريقيا سوف يتطلب أسواقاً ماليه أكثر
عمقاً وتكاملاً وتنافسية ،وبالتالى فإن الإصلاحات المنشودة فى إطار السياسة النقدية
يجب أن ترافقها تدابير ومعايير لتعزيز تطوير الأسواق المالية ،كذلك اتخاذ التدابير
لتعزيز تكامل الأسواق المالية ،وخلق روابط أقوى بين أسعار الفائدة فى السوق
النقدية ،وأسعار الفائدة طويلة الأجل.
على مستوى السياسة المالية
تتزايد الحاجه لإعطاء أولوية كبيرة للسياسة المالية ،والإنفاق العام فى السياسة
العامة للدولة ،خصوصاً مع ما خلفته الأزمة العالمية من آثار على قطاعات
الاقتصاد الحقيقى فى الدول الأفريقية ،ومن ثم انعكاس ذلك على الدخول الحقيقية
لأفراد المجتمعات الأفريقية ،وبالتالى تصبح هناك ضرورة ملحة لتوجيه الإنفاق
العام لتعزيز الاستثمارات المنتجة فى قطاعات الاقتصاد الحقيقى من خلال زيادة
تدخل الدولة فى النشاط الاقتصادى هذا من جانب ،ومن جانب آخر على الحكومات
الأفريقية حينما تركز علي سياسات التعزيز المالى أن تحمى بالمثل وتزيد من
الإنفاق على المشروعات الاجتماعية ذات الطابع العام مثل البنية الأساسية ،والتعليم،
والخدمات الصحية ،كما ينبغي محورة الأهداف المتوسطة الأجل للسياسة المالية
على تقليص رقعة الفقر فى الدول الأفريقية عبر نمو قوى ومستدام بدلاً من التشديد
على الاستقرار وتحقيق أدنى معدل للتضخم ،واستبدال ذلك بتنشيط عملية النمو
المدفوع بالإنفاق العام ،لما له من دور فى دفع الطلب المحلى ،ومن ثم تعزيز النمو
المعتمد على الاستثمار المحلى ,والاستهلاك المحلى .وفيما يتعلق بالنظام الضريبى
- 215 -