Page 262 - African-Issue 41Arabic
P. 262
السلسلتين باستخدام انجل جرانجر ،تحديد الفجوات الزمنية المناسبة عن طريق
اختبار ( .)Hsiao-1981كما استخدمت الدراسة اختبار سببية جرانجر في المدى
القصير ،ونموذج تصحيح الأخطاء لتحديد اتجاه العلاقة في المدى الطويل .وقد دلت
نتائج الاختبارات على وجود تكامل مشترك بين معدلات النمو في عرض النقود
ومعدلات التضخم .وأن العلاقة سببية ثنائية الاتجاه بين عرض النقود والتضخم
في المدى القصير ،وأن هنالك علاقة سببية في اتجاه واحد في المدى الطويل تتجه
من عرض النقود إلى التضخم .هذا وقد أوصت الدراسة بإيجاد وسائل وأدوات
لامتصاص أثر التوسع في عرض النقود وخلق وسائل أخرى لتمويل موازنة الدولة
بعيدا عن الاستدانة من البنك المركزي والجهاز المصرفي لتحافظ على تحقيق
معدلات تضخم منخفضة ومستقرة.
وعلى الرغم من اختلاف طرق القياس و المعالجة للدراسات السابقة يلاحظ أن
هناك اتفاقاً على وجود ارتباط بين عرض النقود و التضخم وأن العلاقة بينهم طردية
بمعنى أن التوسع في عرض النقود يؤدي إلى الزيادة في معدلات التضخم على
المدى الطويل مع اختلاف الفجوة الزمنية اللازمة لتحقيق هذه العلاقة بين الدول محل
التطبيق ،والتي أشارت الدراسات التي تمت على السودان أنها تتراوح من (24-12
شهرا) ،هذه النتيجة تتفق مع النظرية الاقتصادية لميلتون فريدمان بأن التضخم في
كل مكان وزمان عبارة عن ظاهرة نقدية ()35()monetary phenomenon
وبتحليل بيانات فترة الدراسة بالنظر للجدول رقم ( )3نلاحظ أن النتائج
النظرية لأثر السياسة النقدية ــــــ باستهدافها لعرض النقود كهدف وسيط -على
التضخم في السودان تشير إلى تحسن معدلات التضخم بشكل كبير عن الفترة التي
سبقت تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي بحيث انخفضت لرقم واحد فقط (one
)digitبعد أن كانت 3ارقام ( )three digitsيتجاوز المائة قبل تطبيق الإصلاح
الاقتصادي ،حيث أشارت إحدى الدراسات الصادرة عن بنك السودان المركزي
بتذبذب معدلات التضخم في الفترة التي سبقت تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي
بفعل التخبط في السياسات المالية وارتفاع في عجز الموازنة وتمويله من الجهاز
المصرفي مما أدى إلى التوسع في حجم السيولة النقدية وارتفاع معدلات التضخم
وعدم الاستقرار في سعر الصرف ،و بلغ أعلى معدل تضخم %132.7في العام
- 257 -