Page 259 - African-Issue 41Arabic
P. 259
ب :أثر التغير في صافي الأصول الأجنبية على عرض النقود.
يقصد بالتغير في صافي الأصول الأجنبية بصافي الميزان الخارجي وهو
عبارة عن الأصول الأجنبية مطروحا منها الخصوم الأجنبية( ،)22وحيث إن الخصوم
الخارجية في الدول النامية ومنها السودان تفوق أصولها الخارجية فقد ظل هذا الأثر
انكماشيا قبل تطبيق الاصلاح الاقتصادي وفي السنوات الأولى من بداية الاصلاح
حيث استمرت أرقامه سالبة حتى عام 1998أي أن أثره كان غير مذكور في زيادة
عرض النقود بل كان أثرا سالبا ،إلا أنه و مع بداية تدفق النفط ودخول عوائده
للاقتصاد السوداني و حتى ما قبل فترة الأزمة المالية العالمية كان هناك فائضا في
ميزان المدفوعات خلال الفترة من 1999وحتى 2005ترتب عليها المساهمة في
زيادة النمو في عرض النقود ثم تلى تلك الفترة التي تلت توقيع اتفاقية السلام تسجيل
الميزان لعجز مالي اعتبارا من عام 2006بسبب ما ترتب على الاتفاقية من اقتسام
عوائد تصدير النفط( ،)23ومع بداية تدهور أسعار النفط ثم دخول الأزمة المالية
عام( 2008)24وانتهاء باستقلال الجنوب عام 2011ليستمر ميزان المدفوعات مرة
أخرى لموقفه السابق في تحقيق عجز أيضا .
إلا أن تسجيل الميزان الخارجي لعجز خلال العام ،2001وما بعد عام2005
لا تنسب فقط لتلك الأسباب بل لعدة عوامل أحدها ظهور بعض أعراض المرض
الهولندي المتمثلة في انخفاض تنافسية الصادرات غير النفطية والتي أدت لضمور
في الإنتاج الزراعي و الصناعي وانخفاض مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي،
فضلا عن التحول نحو التوسع في استهلاك السلع المستوردة الأمر الذي يؤكد عدم
توظيف عوائد النفط في دفع التنمية ،وذهبت ربع عوائد تصدير النفط لاستيراد
السيارات و قطع غيار و معدات ،كما نمت الواردات بعشرة أضعافها (.)25
ثانيا :أثر السياسة النقدية على معدلات التضخم :
قدم عدد من خبراء صندوق النقد الدولي عدد من الدراسات الاقتصادية
التطبيقية على الدول ذات الدخل المنخفض و بخاصة دول أفريقيا جنوب الصحراء
ومنها السودان بغية تحليل العوامل المؤثرة على التضخم وتوصلت تلك الدراسات
إلى وجود علاقة بين عرض النقود وسعر الصرف والتضخم ،أو أن عرض النقود
وسعر الصرف هما المحددان الأساسيين للتضخم .
- 254 -