Page 257 - African-Issue 41Arabic
P. 257
-2النمو المنضبط نسبيا للتمويل المصرفي المخصص للقطاع الخاص.
يلاحظ على السياسات النقدية الانكماشية التي انتهجها بنك السودان خلال
السنوات الأولى من بداية الإصلاح الاقتصادي 1999-1996قد هدفت إلي ضبط
الطلب علي التمويل المصرفي في ظل سياسات ضبط الطلب الكلي التي انتهجتها
وزارة المالية منذ يونيو 1996وحتى عام ، 1999والتي تمثلت في زيادة الإيرادات
وخفض المصروفات .في هذا الخصوص ،لجأ بنك السودان إلي التحكم في التمويل
المصرفي وذلك بوضع حدود مستهدفة لتمويل القطاع الخاص من النظام المصرفي،
لتمويل عجز الموازنة العامة من بنك السودان وتمويل المؤسسات والهيئات العامة
من بنك السودان ( ،)17وقد تم الالتزام شبه التام بتلك الحدود كما سبقت الإشارة لذلك.
أما فيما يتعلق بالتمويل المصرفي الفعلي للقطاع الخاص فقد أخذ اتجاها
تصاعديا خلال الفترة التي تلت عملية بداية الاصلاح الاقتصادي كما هو موضح
بالجدول رقم ( )5إلا أن هذا الارتفاع كان أقل من المستهدف له من قبل سلطات
النقد خلال الثلاث سنوات الأولى من بداية الإصلاح ثم تساوي المستهدف مع الفعلي
بدء من العام 1999والذي بلغ 487.3مليون جنيه لك ٍل .ويمكن تفسير عدم تحقيق
المستهدف لتمويل القطاع الخاص بسبب سقوف التمويل القطاعية التي كان يفرضها
البنك المركزي وإجبار البنوك على تمويل قطاعات ذات أولوية اتسمت في أغلبها
بشيوع حالات التعثر المصرفي (.)18
إلا أنه ومنذ نهاية عام 1999م وبعد الاستقرار النسبي في معدلات التضخم
وسعر الصرف تم إلغاء السقوف القطاعية للتمويل اعتبارا من عام 1999و ُت ِر َك
للبنوك حرية تشكيل محافظها الاستثمارية بالطريقة التي ترتئيها مناسبة وفقاً لطبيعة
كل قطاع اقتصادي وحسب قدرته التمويلية وسداده في الوقت المحدد ،وأيضا
تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي القانوي (.)19
رأت سلطات النقد ضرورة الاهتمام بدعم العرض والاستقرار النقدي من حيث
ُحسن كفاءة استغلال الموارد المصرفية ،وذلك بتوجيه التمويل المصرفي لتمويل
تنمية القطاعات الاقتصادية وزيادة حصة القطاع الخاص من التمويل المصرفي ،
وتقليص استدانة الحكومة من بنك السودان لأدنى حد ممكن نتيجة لدخول مبيعات
- 252 -