Page 258 - African-Issue 41Arabic
P. 258
البترول السوداني كرافد أساسي للإيرادات في الموازنة العامة للدولة منذ الربع
الأخير من عام 1999م .و بالفعل ظهرت نتائج هذا الأمر في عام 2000حيث
حدث تجاوز كبير في التمويل المصرفي الفعلي عن المستهدف للقطاع الخاص فيما
عدا العام 2007حيث تبنت الدولة سياسة انكماشية تجلت ايضا في انخفاض عرض
النقود لأقل من المستهدف له .إلا أن السمة العامة خلال الفترة من 2011-1996
كانت تشجيعية لزيادة الائتمان الموجه للقطاع الخاص تمشيا مع برامج الاصلاح
الرامية لزيادتها وتخفيض استدانة الحكومة من الودائع المتاحة للتمويل المصرفي.
ودليل ذلك التخفيضات المتتالية التي أجريت على نسبة الاحتياطي النقدي القانوني
في السنوات التالية لعام .)20(2000
إلا أن معايير السلامة المصرفية من جهة أخرى ألزم بموجبها بنك السودان
بمراعاة التزام البنوك المحلية بنسب السيولة الداخلية لمقابلة سحوبات العملاء
وطبق تلك النسبة بدءا من العام 2001ثم ذهب في العام 2002لفرض جزاءات
إدارية ومالية على البنوك غير الملتزمة بالنسب المقررة إلى أن سمح للبنوك
التجارية اعتبارا من عام 2003أن تحتفظ بأصول قابلة للتسييل النقدي الفوري
ضمن تلك النسبة في شكل شهادات ( شمم ،شهاب ،شهامة ،و بعض الصكوك
الأخرى )(.)21
أيضا من الأمور التي أسهمت في نمو حجم الائتمان المقدم للقطاع الخاص
استخدام آلية التمويل المباشر من بنك السودان عبر نافذة التمويل الاستثماري التي
شرع بنك السودان في استخدامها عام 1999م بتقديم التمويل لبعض المصارف
منفردة أو مجتمعة والتي تواجه نقصاً في مواردها لتمويل بعض الأنشطة الاقتصادية
الحيوية كالزراعة والصادرات وذلك بعد تقديم البنك المعني أو مجموعة البنوك
المعنية ما يفيد بأحقيتها على القيام بمثل تلك الأنشطة.
لذا فإن التمويل الاستثماري من بنك السودان قد يشكل عاملاً مهماً في تجاوز
عرض النقود للنسبة المستهدفة إذا لم يتم التحسب له عند تقسيم صافي النقد المضاف
عند بداية العام المالي المعني ضمن النسبة المخصصة للتمويل المحلي.
- 253 -