Page 263 - African-Issue 41Arabic
P. 263
1996وأدناها % 67في العام ، 1990بلغ الوسط الحسابي لمعدلات التضخم
خلال هذه الفترة % 99.6ووسيطها %107.8وتوزعت معدلات التضخم بانحراف
معياري عن الوسط الحسابي يبلغ .0.26أما الوسط الحسابي لمعدلات النمو في
عرض النقود 1996-1989قد بلغ ، %77والوسيط ، %65وتوزع بانحراف
معياري، 0.39و بلغت أعلى معدل نمو في عرض النقود خلال هذه الفترة%169
في العام ، 1992وأدنى معدل نمو في عام 990بمعدل قدره .)36(%39ولكن
مع بداية تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي في السنوات الأولى انخفضت تلك
المعدلات لتصل الى خانتين بدلا من ثلاث حيث انخفض معدل التضخم في العام
1997إلى ،%47.7ثم استمرت معدلات التضخم في الانخفاض حتى بلغت %8
بنهاية عام 2000أي خانة واحدة(.)37
ويأتي هذا بالتزامن مع الانضباط في تحقيق معدلات نمو عرض النقود بعد
فترة من عدم الاستقرار النقدي اتسم فيه عرض النقود بالتوسع غير الممنهج .وهو
ما يعني نجاح وفاعلية السياسة النقدية خلال تلك الفترة في السيطرة على أحد أهم
مؤشرات الاقتصاد الكلي.
كما يمكن أن نلحظ أن الزيادة في عرض النقود الفعلية تصاحب بزيادة في
معدلات التضخم بالتبعية وهو ما يؤكد النظرية الاقتصادية بطردية العلاقة بينهما،
وإن كان مقدار التغير في عرض النقود لا يتبعه ذات التغير بنفس الدرجة في
التضخم و في ذات الفترة .
هذا التباين بين النظرية الاقتصادية والعلاقة الفعلية بين معدلات التضخم
وعرض النقود تفسر طبقا لما ورد بالدراسات السابقة لمشكلة الاتساق الزمني
حيث يلاحظ أن الزيادة في عرض النقود تعقبها في بعض الشهور زيادة في
معدلات التضخم و في بعض الأحيان تفضي الزيادة في عرض النقود إلى تناقص
في معدلات التضخم ،فضلا عن تعارض بين الاتجاه العام للنمو المتزايد في عرض
النقود والاتجاه العام لمعدلات التضخم الذي يشير إلي انخفاض التضخم النسبي
في السنوات الأخيرة من فترة الدراسة بالرغم من الاتجاه الصعودي للنمو في
عرض النقود ،الشيء الذي يدعم حقيقة وجود فارق زمني يفصل بين التغير في
عرض النقود واستجابة المستوى العام للأسعار لهذا التغير ،نتيجة لذلك فإن التغير
- 258 -