Page 306 - African-Issue 41Arabic
P. 306

‫و يدعم هذا ال أري المثل القائل “البنت شريكة مها ”لتكون الأم مكمن أس ارر الفتاة كما تبوح‬
‫الأم بأس اررها إلى الفتاة في حين يبقى الرجل عموما بعيدا عن هذه الش اركة‪ .‬وقد اكدت هذة النظرة‬

                                                                     ‫د ارسة دادون ادريس (‪)1‬‬

                                      ‫(اللي ما عندو بنات ما عرفو حد باش مات)‬
‫حيث ينظر للفتاة باعتبارها كاتمة أس ارر‪ ،‬خاصة للأم‪" ،‬فهي التي تطلع على أس اررها‬
‫وتبحث في ُمدخ ارتها وتشاركها متاعبها وآلامها وكل أف ارحها‪ ".‬لهذا فالم أرة التي ليس لها بنات‪،‬‬
‫ستحمل معها أس اررها إلى دار البقاء عندما تموت‪ .‬غير أن الأمثال تُظهر نظرة غير مقنعة للفتاة‬

                           ‫فإن البنت حتى وهي تنهض بأعمال البيت‪ ،‬يظل عملها غير مقنع‪:‬‬
‫في المقابل تبقى البنت رغم ما تتحمله من مسؤولية مصدر هم للأسرة “البنات هم‬
‫حتى للممات ”في دلالة على أن الفتاة تبقى عبئا ثقيلا تحمله الأسرة على عاتقها إلى الممات‪،‬‬
‫(البنت تأكل ما تشبع وتخدم ما تقنع) كما أن الرهان على البنت‪ ،‬في المنظور الشعبي‪ ،‬هو‬
‫رهان على الف ارف وايضا (دار البنات خاوية) لأن البنت منذورة للزواج‪ ،‬وسرعان ما ستغادر البيت‬
‫إلى بيت الزوجية‪ ،‬لتترك بيت الأهل فارغا‪ ،‬لا سيما إذا استحضرنا تثمين الأوساط التقليدية‬

                         ‫للزواج المبكر‪ .‬وقد اشارت الي ذلك د ارسة محمد بن احمداشماعو‪)2( .‬‬
‫واذا كانت الأمثال الشعبية في جوهرها ُجمل مجازية ‪ -‬كما سبقت الإشارة إلى ذلك‪-‬الا‬
‫انها في بعض الأحيان يبدو خطابا أقرب إلى المباشرة والتقريرية منه إلى المجاز‪ ،‬بحيث إنه‬
‫ُيمارس أحيانا عنفا رمزيا مباش ار في حق الفتاة‪ ،‬كما هو الحال في هذا المثل الذي يحث ص ارحة‬
‫على حرمان البنت من حقها في التعليم‪ ،‬ومن حقها في فضاء ُمستقل‪ ،‬ولو بين جد ارن البيت‬

                                                                        ‫‪,‬كذلك الحال في ‪:‬‬
                                        ‫(بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها روف)‬
‫تكشف العقلية الذكورية‪ ،‬من خلال هذا المثل‪ ،‬عن رغبتها السافرة في الهيمنة والتسلط‪،‬‬
‫وذلك بالتأكيد على ضرورة الحد من استقلالية الفتاة على مستوى الشخصية و التحكم في زمام‬
‫الذات وعلى مستوى امتلاك واستغلال الفضاء؛ لأن التعليم قد ُيمثل‪ ،‬في المنظور الشعبي‪ ،‬خط ار‬
                                 ‫بالنسبة إلى الفتيات‪ ،‬لأنه يدعم الاستقلالية ويقوي الشخصية‪.‬‬

                                                      ‫(الفكوسة تتعوج من الصغر)‬

‫‪ -1‬ادريس دادون ‪ ,2007,‬الامثال الشعبية المغربية ‪ ,‬منشو ارت مكتبة السلام الجديدة ‪,‬الدار البيضاء ‪,‬ط ‪, 2‬ص‪.120‬‬

‫‪ -2‬محمدد بدن أحمدد اشدماعو‪ ،1991 ،‬مائدة وألدف مثدل مدن الأمثدال الشدعبية المغربيدة‪ ،‬المجموعدة الأولدى‪ ،‬مطبعدة المعدارف‬

‫‪- 301 -‬‬  ‫الجديدة‪ ،‬ط ‪ ،3‬البيضاء‪-‬المغرب ‪231 :‬‬
   301   302   303   304   305   306   307   308   309   310   311