Page 309 - African-Issue 41Arabic
P. 309

‫أهلها وعشيرتها ولكنها في نهاية المطاف تذهب إلى بيت زوج‪ ،‬عندما أرت أم العروسة ابنتها‬
                    ‫تبكي ليلة الزفاف صاحت فيهم اتروكوا لي ابنتي فكان جواب كما أرينا‪)1( .‬‬

‫(الكرش كتولد الصباغ والدباغ) بمعنى أن الم أرة تلد من بطن واحدة إخوة مختلفين في الطباع‬
                                                               ‫والميولات والألوان والبش ارت‪.‬‬

‫مما لاشك فيه أن المجتمع يعترف ضمنيا بالدور الأساس الذي تقوم به الم أرة داخل الأسرة وهو‬
‫دور التدبير والصبر ومشاركة الرجل في الشدائد حيث تبدأ الدعوة في البداية للزواج بذات‬
‫الحكمة والصبر وصاحبة ال أري السديد حتى تكون سندا للرجل في الحياة (الحرة يلا صب ارت دارها‬
‫عم ارت) اي الم أرة الصبورة التي تلازم الرجل في الشدائد لا بد أن تنال الاهتمام والتقدير في‬

                                                  ‫الأخير لكونها لا تغادر بيتها مهما حصل‪.‬‬

‫ولم يقتصر السلف على الدعوة إلى ارتباط الم أرة بالرجل وتضحيتها معه والوقوف بجانبه في‬
‫المواقف الشديدة فقط بل نجدهم يتعدون ذلك إلى ما هو أشمل و أعمق حيث الم أرة لا يحق لها‬
‫التزين أو الخروج أو الفرح في غياب الزوج أو سفره حتى يعود من خلال هذا المثل(هذي من‬

                                                        ‫لغ اريب الم ار محكلة وال ارجل ايب)‪.‬‬

‫افتتان الرجل بالجمال الأنثوي طبيعة بشرية وقد يمنح له بعدا دينيا يفسر به هذا الوله ‪:‬‬
‫(الزين حبو ربي) في دعوة للزواج بالم أرة الجميلة ذات الحضور القوي بين بنات جليها و (فلان‬
‫تزوج م ار همة وشان)‪ ،‬ونجد أن حسن الم أرة مطلوب في الزواج فالافتنان الاول بالم أرة يكون‬
‫بجمالها حيث لا يخلو المثل الشعبي من ذم للم أرة القبيحة ( للا زينة و ازدها نور الحمام)وأيضا‬
‫في مثل آخر (لا زين لا مجي بكر) لكن في بعض الأحيان لا يطلب الجمال الفتان في الم أرة‬
‫على أن تكون مقبولة شكلا و تحسن فن الحديث والمؤانسة (خنيفيسة ْتَوَنس حسن من ازلة‬

                                     ‫ْت َهْوس) وقد اكدت هذة النظرة د ارسة ادريس دادون ‪)2( .‬‬

‫أما الم أرة التي تفتقر إلى ُمعطيات الجمال و الرشاقة فالأولى بها أن تؤسس للرجل سبل ال ارحة‬
‫النفسية من خلال توجيه إشعاعها الجمالي لخدمة بيتها “لي ماقد ارت تكون نجمة فسما تكون‬

                                                                             ‫شمعة فدار‪”.‬‬

‫‪ -1‬محمدد بدن أحمدد اشدماعو‪ ،1991 ،‬مائدة وألدف مثدل مدن الأمثدال الشدعبية المغربيدة‪ ،‬المجموعدة الأولدى‪ ،‬مطبعدة المعدارف‬
                                                                       ‫الجديدة‪ ،‬ط ‪ ،3‬البيضاء‪-‬المغرب ‪233 :‬‬

       ‫‪ -2‬ادريس دادون ‪ ,2007,‬الامثال الشعبية المغربية ‪,‬منشو ارت مكتبة السلام الجديدة ‪,‬ط‪, 2‬الدار البيضاء ‪.‬ص‪.125:‬‬

                                   ‫‪- 304 -‬‬
   304   305   306   307   308   309   310   311   312   313   314