Page 310 - African-Issue 41Arabic
P. 310

‫الزواج في المنظور الشعبي المغربي ليس مسألة بسيطة‪ ،‬إنه فعل مصيري تترتب عليه‬
‫نتائج تنعكس على كل مجريات حياة الإنسان المستقبلية‪ ،‬لهذا هناك تأكيد على ضرورة التهييئ‬

         ‫القبلي‪ ،‬وأخذ كل الترتيبات اللازمة قبل الإقدام على الزواج الذي هو في آخر المطاف‪:‬‬
                                                          ‫(زواج ليلة تدبير و عام)‬

‫تفرف الأمثال الشعبية المغربية الزواج كسلوك طبيعي واجتماعي‪ -‬ثقافي‪ ،‬من مضمونه‬
‫الحقيقي‪،‬وتحوله إلى مجرد ترف ازئد يمكن الاستغناء عنه وما اكد هذا التفكير د ارسة شماعو‪)1( .‬‬
‫و غالبا ما ينظر إلى الزواج على أنه شأن ذكوري بالأساس‪ ،‬يهم الرجل أكثر مما يهم‬

           ‫الم أرة‪ ،‬شأن تكون فيه الكلمة الفصل والق ارر النهائي للرجل‪ ،‬حيث يتوجه المثل للرجل‪:‬‬
                                     ‫( حل عينيك قبل الزواج أما بعد ير مضهم)‬

‫وضمنيا‪ ،‬يبدو الزواج كامتياز بالنسبة إلى الم أرة‪ ،‬فالرجل وحده له الحق في اختيار‬
‫شريكة حياته‪ ،‬أما الم أرة فعليها أن تقبل بالرجل كيفما كان‪ ،‬لأن الرجل من المنظور الشعبي لا‬
‫ُيعاب‪ .‬والأكثر من ذلك‪ ،‬أن بعض الأمثال ( السلبية ) قد تقلل من دور الم أرة حيث تعتبرها‬
‫بمثابة كائن هامشي " ازئد"‪ ،‬يمكن الاستغناء عنه‪ ،‬كائن يتسبب في متاعب ويسئ إلى الرجل أكثر‬

                               ‫مما ُيفيده‪ ...‬وفي هذا الصدد اشارت د ارسة عائشة بلعربي ‪)2( .‬‬
                                     ‫(كان مهني وشرى معزة‪ ،‬كان عزري قام يتزوج)‬

  ‫ويعني كان الرجل في منتهي الهناء واذا به قرر ان يتزوج ليذهب الهناء بقدوم الزوجة‪.‬‬
‫قد يتم الاعت ارف بأهمية الم أرة كزوجة‪ ،‬وسيدة للبيت‪ ،‬لكن مع الإساءة إليها في ذات الوقت و‬

  ‫دور الم أرة الزوجة يتحدد حتى قبل الزواج‪ ،‬خاصة لدى الرجل الذي يمنحه المجتمع حق تحديد‬
‫مواصفات شريكة حياته‪ .‬ومن المواصفات التي يتم التأكيد عليها بقوة نجد مسألة الأصل والنسب‪:‬‬

                                          ‫(إلا تتزوج تزوج الأصول ما يجبر العدو ما يقول)‬
‫لأن الم أرة ذات الأصول سند للرجل في الأيام العصيبة وتباهي له أمام الآخرين وكيد‬
‫ايضا لاعدائه ‪ .‬ويتم التأكيد بالخصوص من حيث الأصول‪ ،‬على الأم‪( :‬قبل ما تلم سول على‬

         ‫الأم) لأن البنت لن تكون سوى صورة لأمها‪( :‬قلب البرمة على فمها البنت تشبه أمها)‬
                     ‫كما أيضا ( الشاري شوف أم الجدعة(بنت الفرس) واش صالحة)‬

‫ويتضح مما سبق الدور الأساسي الذي تقوم به الم أرة الذي يعترف به المجتمع المغربي‬
‫ويقر به ويحرص عليه‪ ،‬وهو دور إعادة الإنتاج‪ ،‬ليس فقط إعادة إنتاج الحياة والنوع البشري‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد بن أحمد اشماعو‪ ،1991 ،‬مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية‪ ،‬مرجع سدابق‪ ،‬ط ‪ ،3‬البيضداء‪-‬المغدرب ‪:‬‬
                                                                                                         ‫‪240‬‬

   ‫‪ -2‬عائشة بلعربي‪ ,1990 ,‬صورة الفتاة في الأمثال الشعبية‪ ,‬كتاب فتيات وقضايا ‪ ,‬نشر الفنك‪ ,‬الدار البيضاء ‪ :‬ص‪11:‬‬

                                   ‫‪- 305 -‬‬
   305   306   307   308   309   310   311   312   313   314   315