Page 313 - African-Issue 41Arabic
P. 313
وتبقى الأم هي مصدر التربية الصحيحة و الصالحة للأبناء ( العنقود الكبير من ديك
الدالية المخدومة) أي أن كل ابن تربى تربية حسنة إلا وكان نتيجة للتوجيه الصائب للأم.
(يلا خفات عليك البنت فدار شوف خاها فزنقة) جرت العادة قديما أن تلزم الم أرة البيت ولا تخرج
منه إلا لسبب قاهر وجرت العادة كذلك أن يسأل عن سيرة الفتاة و أخلاقها قبل الزواج بها لكن
إن تعذر ذلك لكونها لا تخرج من البيت فما على الأسرة سوى النظر في أخلاق أخوها في
الخارج ليطلعهم على حال التربية أهي هي حميدة أم العكس .و (قلب القدرة على فمها تشبه
البنت لمها) أي أنظر إلى أخلاق الأم لت ٌطلع على أخلاق ابنتها.
لا أحد يجهل اليوم حقيقة أن الم أرة لا تنجب لوحدها ،وأن الإنجاب هي عملية بيولوجية
بين الرجل والم أرة ،لكن غالبا ما تقترن البنية الثقافية الم أرة بوظيفة الإنجاب ولذلك فالدور الذي
ُيلازم الم أرة باستم ارر ،هو دورها في الاستم اررية ولإعادة إنتاج النوع حيث ينظر إليها بالأساس
كرحم ُمنجب للاطفال والحياة.
ولذلك فلا معنى ولا روح في البيت (مملكة الم أرة في المنظور الشعبي) ،بدون أولاد
يضمنون الاستم اررية والامتداد: .
(الله يعز البيت اللي يخرج منو بيت) وكما يقول ابن المقفع (ومن لا أولا له لا ذكر
له) .والملاحظ أن الم أرة تمثل ذلك الوسيط الضروري الذي عبره ،يكتب الرجل تاريخه السلالي
النسبي .وهو ما يعني أن الم أرة العاقر هي كائن بلا قيمة:
(لم ار بلا ولاد بحال الخيمة بلا وتاد)
أي أن الم أرة العاقر لا تستطيع الصمود أمام تقلبات الزمن ،فالأولاد مثل أوتاد الخيمة،
ضمانة لاستق اررها ،مهما كانت قوة الظروف ال ُمعاكسة .وانطلاقا مما سبق يتضح أن وجود الم أرة
في بيت الزوجية لا يعني شيئا دون إنجاب الأولاد,فاندماج الم أرة رهين بالإنجاب ،وكما يقول دو
برمان ":لا يمكن للم أرة أن تتطلع إلى إدماج حقيقي إلا بفضل الطفل .لكن ليس أي طفل،
فالمقصود هو الطفل الذكر,غير أن الإنجاب هو سيف ذو حدين ،حيث إنه يمكن أن يمثل حبل
نجاة بالنسبة إلى الم أرة نحو حياة الاستق ارر والاندماج ،كما أنه يمكن أن ُيشكل تهديدا لها حيث
يقول المثل( :يا اللي يعجبك في النسا الزين ،دير في بالك لحبالة ونفاس)
أو أيضا ( :تمشي أيام لخديدات وتجي أيام لوليدات)
- 308 -