Page 314 - African-Issue 41Arabic
P. 314
لأن الإنجاب ،وما يرتبط به من رعاية وتربية للأطفال ،يهد صحة الم أرة ويذبل نضارتها
وجمالها ،لا سيما وأن الم أرة ،في المجتمع التقليدي ،الذي يتحدث المثل بلسانه ،تتحمل وحدها في
الغالب بمسؤولية تربية الأطفال .وقد اكدت هذة النظرة ايضا د ارسة جلبير دو ارن )1( .
والواقع أن هذا الموقف المتناقض من الم أرة الأم ،يعكس أنانية الرجل ،الذي يسعى إلى
إرضاء رغبته في الأبوة ،لكن دون تحمل تبعات الولادة المادية والمعنوية(رغم أن الم أرة بحكم
طبيعتها هي التي تتحمل الجانب الأكبر منها) ،بل إنه يرفض الإخضاع لمنطق الزمن والطبيعة
عندما ي ارهن على الجمال والصحة والنضارة رغم تقلبات الزمن .وهكذا ففي المنظور الشعبي،
هناك زمن تتوقف فيه أنوثة الم أرة-الأم ،ويرتبط هذا الزمن بالولادة .وولادة البنات بشكل خاص
(كما ذكرُت سابقا ).
(كيد النسال كيدين من كيدهم يا حزوني) و( اركبه على ظهر السبع وتقول الحدايات سيأكلوني)
(حديث النسال يونس ويعلم الفهامة) و(يعملوا قلادة من الريح ويحلقوا لك بلا مال) وهذة
الامثال كلها عن النساءو أنهن بكلامهن اللين يغلبن الرجال فينقادون إلى ما يردن.
ج -دور الم أرة بعد فشل تجربة الزواج:
دور الم أرة المطلقة:
ُينظر إلى الم أرة المطلقة نظرة سلبية على العموم ،فالم أرة ُمهمشة لكونها ام أرة ،لكنها
تتعرض لتهميش ُمضاعف في حالة طلاقها ،حيث ينظر لفشل تجربة الزواج بالنسبة إلى الم أرة
كما لو أنه نهاية لها أو موت رمزي .فإذا كانت نظرة المجتمع إلى الم أرة تختزلها فقط في مجرد
جسد ،فإن هذا الأخير يفقد حيويته ونضارته بفعل الزواج ،بل وتنتهي " صلاحيته" بمجرد
الطلاق( :لحم الهجالة مسوس وخا دير لو الملحة قلبي عافو)
وغالبا ما تتحمل الم أرة وحدها تبعات الطلاق ،إذ غالبا ما تُتهم بكونها السبب في
انفصالها عن الرجل.وفي كل الأحوال يظل الطلاق وصمة عار في جبين الم أرة ،وفشل يطاردها
باستم ارر ( :الهجالة ربات اعجل ما فلح ربات كلب ما نبح).
ربما لن تتخلص من ثقل هذه النظرة إلا إذا تزوجت من جديد ،وهو ما يؤكد "إن ك ارمة
الم أرة واحت ارم الواقع لها مشروطان بارتباطها الشرعي برجل يحميها ويحافظ عليها .بل الأكثر من
ذلك على الم أرة أن تحرص على حياتها مهما كانت الظروف ،حتى ولو كانت حاطة بك ارمتها،
-1جلبير دو ارن ،ورد عند عبدد المجيدد جحفدة" ,1999,سدطوة النهدار وسدحر الليدل :الفحولدة ومدا يوازيهدا فدي التصدور العربدي"
- 309 - دار توبقال للنشر ,الدار البيضاء ,ص.88: