Page 449 - African-Issue 41Arabic
P. 449

‫‪ -‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪« :‬لا يدخل الجنة لحم‬
            ‫نبت من السحت‪ .‬وكل لحم نبت من السحت كانت النار أولي به»(‪.)46‬‬

‫يزجر الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة عن السحت‪ ،‬ويبين لهم عاقبته‬
       ‫الوخيمة‪ ،‬فآكل السحت يحرم عليه دخول الجنة ولا شيء يليق به إلا النار‪.‬‬

‫عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بأسلوب مجازي لطيف حيث‬
                                             ‫أطلق لفظ اللحم وأراد به صاحبه‪.‬‬

‫‪ -‬وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم‪« :‬من احتبس فرساً في سبيل‬
‫الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة»‬

                                                              ‫رواه البخاري‪.‬‬
‫يحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على تربية الفرس استعدا ًدا للقتال‪،‬‬

                ‫وبشرهم بما فيه من الأجر المتمثل في شبعه وريه وروثه وبوله‪.‬‬

‫ولما كان مقام الترغيب يستدعي شيئا من الإطناب في بيان ما على الأعمال‬
‫الصالحة من الأجر‪ ،‬قام بتوظيف هذا الأسلوب المجازي فأطلق هذه الألفاظ‪( :‬شبع‬
‫–ري –روث –بول) وجعلها مما يوزن للعبد يوم القيامة‪ ،‬لكونها سببا للأجور التي‬
‫هي حقيقة ما يجازى به يوم القيامة‪ ،‬وهذا نوع من المجاز العقلي‪ ،‬وعلاقته السببية‪.‬‬
‫‪ -‬وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪َ « :‬ما ِم ْن أَ ِمي ِر‬

   ‫َع َش َر ٍة إِلاَّ ُي ْؤ َتى ِب ِه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َم ْغلُولاً ‪ ،‬لاَ َيفُ ُّك ُه إِلاَّ ا ْل َع ْد ُل‪ ،‬أَ ْو ُيو ِبقُ ُه ا ْل َج ْور» (‪)47‬‬
‫يرشد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمراء إلى فضل العدل بين الرعية‬
‫وأهميته يوم القيامة‪ ،‬كما يزجرهم عن ال َج ْور وما يجره إليهم يوم القيامة‪ .‬فجعل‬
‫العدل هو الذي يفك أغلال الإمام العادل أمام ربه‪ ،‬لكونه السبب في نجاته‪ ،‬وجعل‬
‫الجور يوبق الجائر لما يسبب له من الهلاك‪ .‬وهذا الأسلوب من المجاز العقلي لأن‬

                    ‫الذي يجعل العبد في الأغلال أو يفكه هو الله سبحانه وتعالى‪.‬‬

                                  ‫‪- 444 -‬‬
   444   445   446   447   448   449   450   451   452   453   454