Page 448 - African-Issue 41Arabic
P. 448

‫المبحث الثالث‪ :‬المجاز العقلي‬
                  ‫ومن المجازات العقلية الواردة في الحديث النبوي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬وعن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪« :‬من نفس عن‬
‫مؤمن كربة من كرب الدنيا‪ ،‬نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة‪ .‬ومن يسر‬
‫على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة‪ .‬ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا‬
‫والآخرة‪ .‬والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‪ .‬ومن سلك طريقاً يلتمس‬
‫فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة‪ .‬وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون‬
‫كتاب الله ويتدارسونه بينهم‪ ،‬إلا نزلت عليهم السكينة‪ ،‬وغشتهم الرحمة‪ ،‬وحفتهم‬

      ‫الملائكة‪ ،‬وذكرهم الله فيمن عنده‪ .‬ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»(‪.)45‬‬

‫يحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم على الأعمال الصالحة التي تقرب‬
‫العبد إلى الله سبحانه وتعالى تجلب إليه السعادة الأبدية‪ ،‬ومن ذلك تنفيس كروب‬
‫المكروبين‪ ،‬وتيسير أمور المعسرين‪ ،‬والحفاظ على مروءة المسلمين‪ ،‬والسعي على‬
‫قضاء حوائج الآخرين‪ .‬كما أن طلب العلم يعد من طرق الوصول إلى دار القرار‪،‬‬
‫والذكر من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وأن العبد‬

                                          ‫يتقرب إلى الله بعمله لا بقرابته نسبه‪.‬‬
‫الصور المجازية في الحديث تظهر في قوله صلى الله عليه وسلم‪ُ « :‬ك َرب‬
‫ال ُّدن َيا» وقوله‪ُ « :‬ك َرب يوم القيامة» وكذلك قوله‪« :‬من بطأ به عمله لم يسرع به‬
‫نسبه»‪ .‬حيث أضاف لفظة الكرب إلى الدنيا في التركيب الأول وإلى يوم القيامة في‬
‫الثاني‪ ،‬والكرب صفة من الصفات التي يخص بها الإنسان‪ ،‬فإضافتها إلى الدنيا أو‬
‫إلى يوم القيامة‪ ،‬يوحي بشيء من التجوز الإسنادي‪ ،‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫«من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» فالمجاز فيه يتمثل في إنزال العمل والنسب‬

     ‫منزلة راحلة يركبها الإنسان لتوصله إلى غايته بقرينة البطء وعدم الإسراع‪.‬‬

                 ‫ومن المجاز العقلي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث‪:‬‬

                                  ‫‪- 443 -‬‬
   443   444   445   446   447   448   449   450   451   452   453