Page 515 - African-Issue 41Arabic
P. 515
منها رفع مستوى الثروة السمكية بالبحيرة ،توصيل صوت الصيادين للمسئولين،
وحل المشاكل المتعلقة بالصيد .وهناك شكل آخر للتنظيم غير رسمي يتضح في دور
العمدة للحفاظ على أمن القرية ،والسعي لحل كل مشاكل القرية عامة (صيادين،
فلاحين ،وغير ذلك) ويقوم باستدعاء كبار العائلات بالقرية لحل المشاكل المختلفة.
المحور الثاني :عملية الصيد:
تعد عملية الصيد من الملامح الهامة لثقافة الصيادين الذين يعيشون حول
بحيرة قارون فبرغم بساطة هذه العملية إلا أنها تحتوى على العديد من العناصر
التي تتشابك معا ،والتي تتعلق بالأدوات المستخدمة وفى طريقة صنعها ،ومعرفتهم
بأوقات الصيد وتقسيمهم للعمل وطريقة التسويق ،والتي أصبحت سمات ثقافية تتسم
بها هذه الجماعة عن غيرها ،وكل ذلك يرتبط ببعض العادات والقيم والمعتقدات
المرتبطة بهذه المهنة التي استمدوها من البيئة .ويمكن التعرف على عملية الصيد
بمجتمع البحث من خلال النقاط التالية:
-1أدوات الصيد:
تختلف الأدوات التي يستخدمها الصيادون اختلافاً كبيراً عن التي يستخدمها
الفلاحون (المزارعون) وتنطوي على صورة شديدة الاختلاف للتكيف مع بيئة
طبيعية معينة ومواردها ،ولما كانت الحياة في مجتمع له ثقافته جزءاً من شروط
الوجود الإنساني ،نجد أن استخدام الأدوات وكفاءة هذا الاستخدام تتأثر بتنظيم الأفراد
مع الأعضاء الآخرين في مجتمعه ،ونجد أخيراً أن المجتمعات نادراً ما توجد دون أن
تحقق قدراً من الاتصال مع المجتمعات الأخرى وثقافاتها ،إذ تشكل تلك المجتمعات
جزءاًَ من بقية المجتمع ،وتقوم بينها في العادة علاقات ذات أنماط ثابتة محددة،
وغالباً ما يكفل وجود الثقافات الأخرى وسيلة لاكتساب معدات تكنولوجية جديدة(.)55
وأهم أدوات الصيد هي المراكب التي يستخدمها الصيادون داخل البحيرة،
والتي بلغ عددها 605مركب يتعايش منها 5000صياد( .)56ونظرا لصغر مساحة
بحيرة قارون -مقارنة بالبحيرات المصرية الأخرى -وطبيعتها الجغرافية المغلقة،
- 510 -