Page 521 - African-Issue 41Arabic
P. 521

‫وكشفت الدراسة الميدانية عن توقف الصيادين عن الصيد بالبحيرة مرتين في‬
‫السنة الأولى ثلاثة أشهر من السنة هما (ابريل‪ ،‬مايو‪ ،‬يونيه) وتعرف بفترة الحظر‬
‫ويذكر بعض الصيادين « بنقول عليها القفله الكبيرة « وهى شهور التكاثر‪ ،‬والثانية في‬
‫شهر(يناير) وتعرف « بالقفله الصغيرة « لتكاثر الموسى ‪ ،‬ويسمى نمط الاستزراع‬
‫بالبحيرة بالاستزراع الانتشاري ويكون ذلك بإمدادها بالذريعة لأسماك البوري‬
‫والموسى وبعض أنواع الجمبري لتتكاثر بها‪ ،‬وقد انقرض منها جميع أنواع أسماك‬
‫المياه العذبة ما عدا البلطي الأخضر الذي يتحمل ملوحة البحيرة‪ .‬ويتفادى الصياد‬
‫الغير مقتدر هذه الفترة باللجوء إلى جمعية الصيادين للحصول على السلف لحين تبدأ‬
‫عملية الصيد‪ ،‬في حين يلجأ البعض الآخر للعمل خارج المحافظة في الإسكندرية‬

        ‫ودمياط والبحر الأحمر والرجوع مرة أخرى حين الانتهاء من فترة الحظر‪.‬‬

                                                                   ‫‪ -3‬تقسيم العمل‪:‬‬

‫تعد فكرة تقسيم العمل في حد ذاتها أياً كانت هي الأساس الذي تنهض عليه‬
‫أعلى درجات التكيف الثقافي الذي يبتكره أي مجتمع أياً كانت درجه تقدمه أو تأخره‪،‬‬
‫وهى ضرورة اقتضتها الحياة البشرية منذ البدء‪ ،‬ويختلف الأساس الذي يقوم عليه‬
‫تقسيم العمل من مجتمع لآخر‪ ،‬وبصفة عامة يقوم تقسيم العمل في المجتمعات المتقدمة‬
‫على التخصص‪ ،‬في حين يقوم تقسيم العمل في المجتمعات البسيطة على أساس السن‬
‫والجنس ولا يخلو ذلك من التكيف(‪ .)57‬وتختلف ظاهرة تقسيم العمل وفقاً لاعتبارات‬
‫عديدة أهمها شكل النظام الاقتصادي السائد بالمجتمع وطبيعته ‪ ،‬ويظهر أثر البيئة في‬
‫الاختلاف بين الدور الذي تقوم به المرأة حيث شاركت الزوجة زوجها وأبنائها قديماً‬

       ‫الصيد ويقتصر دورها في مساعدة زوجها على المجداف وفى جمع الشباك‪.‬‬

‫وكشفت الدراسة الميدانية عن التراجع الشديد لهذا الدور حيث اقتصر دور‬
‫الزوجة الآن على بيع الأسماك في الأسواق لكثرة الأبناء‪ ،‬وعدم الحاجة إليها للعمل‬
‫على المركب إلى جانب وظيفتها الأساسية وهى تربية الأبناء والعمل بالمنزل ‪.‬‬
‫ويستعين الصيادون حالياً في كثير من الأوقات بالأقارب والأصدقاء لمساعدتهم في‬

                                  ‫‪- 516 -‬‬
   516   517   518   519   520   521   522   523   524   525   526