Page 108 - 2015-37
P. 108

‫ويبدو أن اإمام حدا حدا الذوسحاقي قد نال حظوة بين قبائل منطقة أزواغ‪،‬‬
‫حيث عمل على جمع ثروة علمية هائلة‪ ،‬وبذا دفعته تلك المكانة السامقة التي وصل‬
‫إليها إلى العمل على محاربة البدع والخرافات‪ ،‬التي كانت سائدة على عهده‪ ،‬كما‬
‫عمل على إحياء السنــة وإماتة البدعة‪ .‬وقد اوصلته تلك المكانة التي نالها إلى‬
‫التحالف مع الفقيه حمدت‪ ،‬قاضي مجموعة (كل اأغال )‪ ،‬وهــي قبيلة من زوايا‬
‫الطــوارق‪ ،‬حيث تحــالفا ااثنان ضـــد إمارة أجـادس وسلطانها محمد التفريــجي‬
‫( ‪1064 -1033‬هـــ‪1654 -1625 /‬م )‪ ،‬وقد وقع لهما خاف مع بعض فقهاء‬
‫المنطقة(‪ .)33‬وقد ناصب هؤاء الفقهاء اإمام حدا حدا الذوسحاقي العـــداء وع ّدوه‬

                            ‫مارقاً عن الدين‪ ،‬وقرروا وضع حد له ولتصرفاته ‪.‬‬

‫وقد ألف هؤاء الفقهاء عدداً من المؤلفات في هذا المجال‪ ،‬وقد وقع الباحث‬
‫على إحداها‪ ،‬وهي أرجوزة شعرية ألفها احدهم‪ ،‬وهـو الفقيه محمد بن احمد بـن‬

                                                           ‫حامد‪ ،‬يقول فيها ‪:‬‬

‫بالطوع وانقيـــــادنا لأمراء‬  ‫الحــــــمد ه الـــذي قــــد أمـــر‬

‫على الذي شرع شرعاً دائما‬               ‫ثم الصاة والســـــــــــام دائما‬

‫سيد سائر الورى مــــــــحمد‬   ‫وهو الرسول المصطفى الممجد‬

‫على حدا حدا كذا حمدت(‪. )34‬‬             ‫وبعـــد فـــالــرد هنــا عـــمــت‬

                                                                   ‫‪ – 2‬أزواد (‪: )35‬‬

‫تقع في اأجزاء الشمالية من دولة مالي الراهنة ‪،‬وبالتحديد إلى الشمال من‬
‫تنبكت ومنحنى نهر النيجــر‪ ،‬وتحدها من الناحية الغربية منطقة شنقيـــط ومن‬
‫الناحية الشرقية منطقة أزواغ‪ ،‬و ُتفسر الرواية الشفوية في المنطقة لفظ أزواد بمعنى‬

                                    ‫الحوض باللهجة المحلية ل ُسكان المنطقة(‪.)36‬‬

‫وعند الحديث عن أبرز ُعلماء أزواد‪ ،‬وبالذات أروان ا ّبد من اإشارة إلى‬
‫الول ّي الصالح سيدي أحمد بن آد ال ُسوق ّي(‪ ،)37‬الذي أستوطنها حوالي أواخر القرن‬
‫العاشر الهجري ‪ /‬السادس عشر الميادي ‪ ،‬و ُتورد المصادر التاريخية أن ال ُسلطان‬

                              ‫‪- 103 -‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113