Page 397 - 2016 - Vol. 40
P. 397
العالي فيمكن التغاضي عنها ،وتشير الأدلة الحديثة إلى أن جودة التعليم ترتبط
ارتبا ًطا قو ًيا بمستوى الدخل الاقتصادي .وترتبط التنمية الاقتصادية بتوزيع رأس
المال البشري ،والمهارات المعرفية في المستويات العليا من التعليمBoccanfuso, .
))D. Larouche A. & Trandafir M. 2015
التعليم مطلب رئيس لتحقيق التنمية المستدامة؛ لذا تم ُر ِّكز عليه في جدول
أعمال القرن الحادي والعشرين ،فالتعليم من أهم المكاسب التي يمكن أن يحصل
عليها الفرد لتحقيق النجاح في الحياة ،وهناك ارتباط مباشر بين مستوى التعليم في
بلد ما ،ومدى التطور الاجتماعي والاقتصادي لهذا البلد .واستهدف التعليم في وثيقة
جدول أعمال القرن الحادي والعشرين ما يأتي:
-إعادة توجيه التعليم نحو التنمية المستدامة.
-زيادة فرص التدريب والتوعية العامة .وقد حققت الكثير من الدول نجاحات
ملموسة في مجالي التعليم والتدريب( .نوزاد عبد الرحمن الهيتي وحسن
إبراهيم المهندي)24 :2008 ،
ولقد شهدت المؤسسات التعليمية ،لا سيما في المنطقة العربية ،تطورات مهمة
مثل :الارتفاع في عدد الجامعات ،والطلاب الملتحقين ،واستثمار القطاع الخاص
في التعليم العالي ،فضل عن ظهور أنواع جديدة من التعليم مثل :التعليم المفتوح،
والتعليم عن بعد ،وأصبح من الضروري اقتران هذا برفع مستوى جودة التعليم،
واستدامته عن طريق وضع معايير أساسية تختص بنوعية التدريس ،والبيئة التعليمية
ومواردها ،كما أن الاختلاف في مؤهلات التعليم وطريقة إيصاله بات واض ًحا
و ُيشكل حواجز تعليمية ،ومخاوف رئيسة في تطبيق نظم الجودة في مؤسسات التعليم
العالي .كما أصبحت المؤسسات التعليمية تدرك أهمية تطوير إجراءات الاعتماد
وأساليب ضمان الجودة ،وتنفيذها لإعداد خريجين بمستويات عالية من الكفاءة
المعرفية والمهارية ،والخضوع للإشراف الدولي للتعليم ،والاعتراف بالمؤهلات
والدرجات العلمية ،ويعد تأثير قوى السوق العالمية على المؤسسات الأكاديمية
تحد ًيا كبي ًرا لتحقيق الجودة والاعتماد في التعليم ،الأمر الذي أدى بمجمله إلى زيادة
- 393 -