Page 425 - 2016 - Vol. 40
P. 425
لا يستتبعها خطط تحسين ،وتعزيز وينظر هؤلاء لمعايير الجودة نظرة سخرية،
بوصفها در ًبا من الخيال بعي ًدا تما ًما عن واقع المجتمع الجامعي ،ومشكلاته .ويشكل
هؤلاء الفريق الرافض للتغيير ،والمقاوم للجودة وأنشطتها ،ويتبين من معايشة الواقع
الجامعي إن غالبية المقاومين لنظم الجودة_لاسيما بعض أعضاء هيئة التدريس من
الأساتذة المتفرغين _ قد يكونوا ملمين ببعض مفاهيم الجودة ،ولكنهم يرفضونها
بوصفها ثقافة جديدة في إدارة خدمة التعليم العالي ،ويعزفون عن اكتسابها .وبعضهم
الآخر يمتلكون ثقافة الجودة معرفة وتطبي ًقا ،ولديهم الفهم الصحيح لها ولكنهم قلة،
وعلى الرغم من ذلك فإنهم أسهموا في دعم نظم الجودة بمؤسساتهم ،وانتقلوا بها
للاعتماد .ويؤكد أنصار الجودة أنها ليست استيفا ًء للمستندات والوثائق ،بل هي
أسلوب عمل ورقي وتطبيقي(افعل ما تكتب ،واكتب ما تفعل) ،والنظرة إليها بوصفها
استيفاء مستندات(تستيف ورق) ينتج عن فه ٍم خاطئ لقواعد الجودة ،ونظمها؛ بمعنى
آخر فإن نظرة معظم العاملين في حقل التعليم يوجد بها قصور في الفهم ،ومن ثم
يعدون تطبيق نظم الجودة شكلاً ورق ًيا ومستند ًيا لا يرقى إلى كونه منه ًجا علم ًيا
تطبيق ًيا؛ بسبب انخفاض مستوى الأداء الفعلي لمعايير الجودة وتطبيقاتها ،فضلاً عن
طريقة صياغة معايير الاعتماد؛ مما أوجد لدى بعضهم نو ًعا من المقاومة لسياسة
التغيير؛ بسبب الشعور المكتسب بالإحباط لندرة تغيير الواقع ،وعدم تفعيل ما هو
مدون في الوثائق ،وعدم ظهور أثر إيجابي لنظم الجودة على الرغم من وجود نظم
داخلية للجودة بكل مؤسسات الجامعة .وهذا الرأي خاص بالحالات المنتسبة للكليات
التي لم تتقدم للاعتماد؛ بسبب كثافة أعداد الطلاب ،وعدم كفاية البنية الأساسية
التعليمية بها(نموذج كلية الآداب) ،ولا يختلف هذا الرأي كثي ًرا لدى بعض المنتسبين
للكليات المعتمدة ولا سيما مع عدم تحقق أية مزايا ملموسة ،وإن كان الاعتماد قد
حقق لهم مزايا معنوية ،ومكانة متميزة على المستوى المحلي .وهم يؤكدون أن
ثمار الاعتماد بالنسبة لمنتسبي الكليات المعتمدة وخريجيها آتية حتى وإن تأخرت،
وسوف يشهد فكر شباب أعضاء هيئة التدريس في المستقبل ومع انتشار ثقافة الجودة
اتجاهات أكثر إيجابية نحو تبني تلك النظم فك ًرا وتطبي ًقا.
- 421 -